احتفلت دول العالم باليوم العالمي للمياه، الذي صادف 22 مارس، وذلك من أجل لفت الانتباه إلى عدم إمكانية الحصول على المزيد من مياه الشرب النقية حول العالم. وتذكر الأممالمتحدة UN دول العالم والمجتمعات الإنسانية بمسؤوليتهم وواجبهم في ترشيد المياه والمحافظة على مصادرها. وحسب تقرير الأممالمتحدة، فإنّ معظم سكان العالم يفتقرون إلى المياه الصالحة للشرب، ومازال أكثر من بليون شخص يستعملون مصادر مياه شرب غير نقية، ويموت آلاف الأطفال يومياً بسبب إصابتهم بالإسهال، وبأمراض أخرى لها صلة بالماء، والنظافة الشخصية، مما يجعل عدم توفر مياه نقية، ثاني أكبر سبب يودي بحياة الأطفال دون الخامسة من العمر. وهناك سبعة مليارات شخص على كوكب الأرض اليوم، يحتاجون إلى الماء والطعام، ويتوقع انضمام ملياري شخص آخرين بحلول عام 2050. وتؤكد الإحصاءات الرسمية، أن كل إنسان يستهلك من لترين إلى أربعة لترات من الماء كل يوم، لكن معظم المياه تذهب هدراً في الكثير من المشروعات الزراعية والحيوانية. فعلى سبيل المثال، إنتاج كيلو من اللحم يستهلك 15 ألف لتر من المياه، في حين أن زراعة كيلو من القمح يستهلك ألفا و500 لتر. ويشكل تقرير الأممالمتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية، ثمرة الجهد المشترك ل24 وكالة تابعة للأمم المتحدة وكيانات معنية بإدارة الموارد المائية. وهو يصدر عن برنامج الأممالمتحدة العالمي لتقويم الموارد المائية، الذي تتخذ أمانته من اليونسكو مقراً لها، ويضع موارد المياه العذبة ضمن أولوياته القصوى. وتقدم فروعه -البالغ عددها 15 فرعاً ويقوم بإعداد كل منها مختلف الوكالات المشاركة تحليلاً مفصلاً للأوضاع في جميع مناطق العالم، فضلاً عن البيانات والخرائط والبيانات المحدثة، و17 دراسة حالات، والعديد من الأمثلة عن الممارسات الجيدة والسيئة في نظم حكم المياه. ويتصدر موضوع «المياه والأمن الغذائي» جدول أعمال ثلاثة أحداث دولية وهي: المنتدى العالمي للمياه، واليوم العالمي للمياه، والأسبوع العالمي للمياه، التي تتناول العلاقات بين المياه وإنتاج الغذاء، والنظر في السبل الكفيلة بتغذية النمو السكاني، في حدود موارد المياه العذبة المتوافرة. وفي الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم الماء، تؤكد الأممالمتحدة أن واحداً من كل ستة أشخاص في العالم لايستطيع الحصول على المياه العذبة لتلبية احتياجاته الأساسية للشرب والطعام. ولعل مثل هذا اليوم الثاني والعشرين من مارس، من كل عام، يذكرنا بمسؤولياتنا جميعا في المحافظة على المياه، ضماناً لحق الأجيال الإنسانية في المياه حاضراً ومستقبلاً، وذلك بالعمل على إيجاد السبل الكفيلة بترشيد استهلاك المياه والحد من هدرها، خصوصاً أن المنطقة العربية تعاني من الجفاف والتصحر ومن ندرة مصادر المياه.