يقود برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية (أجفند) مشروعاً لإيجاد حلول لتلوث مياه الشرب في الريف الإفريقي، ووقع الأمير طلال بن عبد العزيز، رئيس (أجفند)، اتفاقية مع جامعة الأممالمتحدة لتأمين مياه شرب نقية للسكان المجاورين للبحيرات الكبرى بوسط وشرق إفريقيا. ويضع (أجفند) قضايا المياه ضمن أولويات استراتيجيته التنموية، وأسهم في مساعدة 54دول نامية في وضع حلول لمشكلات المياه من خلال دعم وتمويل مشروعات نفذتها منظمات أممية ودولية وإقليمية وجمعيات أهلية ومؤسسات حكومية. وتتصدر مشكلة مياه الشرب النقية أهداف الألفية التنموية بفقرة رئيسة هي "خفض نسبة الأفراد المحرومين من مياه الشرب النقية إلى النصف بحلول عام 2015". وتشير تقارير الأممالمتحدة إلى أن مليار شخص في العالم محرومون حاليا من مياه الشرب، وبحلول العام 2050سيعيش شخص في بلد يعاني من ندرة المياه العذبة مقابل ثلاثة أشخاص في بلد تتوفر فيه هذه المياه. ويهدف هذا المشروع الإفريقي إلى تطوير إطار نظام لتأمين مياه صالحة للشرب للسكان في ثلاث دول بوسط إفريقيا، هي تنزانيا، وكينيا، ويوغنداً، والتخطيط لضبط التلوث عن طريق المؤسسات المجتمعية، بمشاركة فاعلة من النساء، وتحقيق نظام معالجة آمن للمياه تمهيداً لتطبيقه في الدول المحيطة بالبحيرات الكبرى، على مستوى موسع. وستتركز إسهامات (أجفند) حول تنظيم ورشة عمل للخبراء المعنيين بمشكلات تلوث المياه، والمساعدة في تأسيس قاعدة معلومات عن تلوث مياه الشرب في الإقليم، إلى جانب تقديم استشارات فنية من واقع خبرة برنامج الخليج العربي الطويلة في مجال التنمية البشرية المستدامة. ولبرنامج الخليج العربي سجل مميز في حشد الطاقات لصالح تحقيق أهداف الألفية التنموية ويعمل (أجفند) بالتنسيق مع الأممالمتحدة والبنك الدولي والجهات الأخرى المعنية بقضايا التنمية للتخفيف من حدة أزمة المياه العالمية. وفي العام 2003(العام الدولي للمياه) اختارت منظمة اليونسكو رئيس (أجفند)، الأمير طلال بن عبد العزيز، مبعوثاً دولياً للمياه، وهو الذي المنصب الذي خصصته المنظمة لأول مرة لنشر ثقافة التعامل المرشد مع المياه، وخفض التلوث، واستباق النزاعات المتوقعة على مصادر المياه المحدودة. كان الأمير طلال خاطب المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الأوسط الذي عقد بمنتجع شرم الشيخ المصري، مايو الماضي. وهنالك مخاوف على نطاق واسع من أن أزمة المياه التي تشكل تهديداً خطيراً للعالم ستزداد حدة بسبب التلوث، ووفقاً لتقرير من الأممالمتحدة عن الموارد المائية فإن زهاء مليوني طن من النفايات تصب يومياً في الأنهار، والبحيرات، والجداول. ويتسبب لتر واحد من المياه المستعملة في تلوث نحو ثمانية لترات من المياه العذبة. وحسب الإحصاءات الواردة في التقرير، يوجد 12ألف كلم مكعب من المياه الملوثة في العالم تقريباً، أي ما يفوق مجموع المياه في الأحواض النهرية العشرة الكبرى عبر العالم، وفي أي فترة من السنة. وإذا ما تواصل التلوث بوتيرة مماثلة لزيادة النمو السكاني، فان كوكبنا سيخسر 18ألف كلم مكعب من المياه العذبة بحلول عام 2050.وتعيش منطقة وسط إفريقيا (حول البحيرات الكبرى) مشكلات في مياه الشرب جراء مهددات بيئية . وقال علماء إن مياه المجاري غير المعالجة والنفايات الصناعية التي يتم صرفها مباشرة في بحيرة فيكتوريا بشرق إفريقيا (أكبر بحيرة للمياه العذبة في إفريقيا والثانية في العالم) تعرض نظامها البيئي ومصدر عيش ثلاثة ملايين شخص للخطر. وفي تطور آخر حذر خبراء البيئة من أن البحيرة، أصيبت ببكتيريا يمكن أن تسبب سرطان الكبد والإسهال، وأن سكان المنطقة عرضة للإصابة بإمراض مهيجة إذا تناولوا مياها غير معالجة من البحيرة.