أثار إعجاب الشاب السعودي نايف الرزيق مقهى افتتح في إحدى مكتبات مدينة جلاسكو سكوتلاند البريطانية، حيث يستمتع مرتادوها بقراءة الكتب مع تناول مشروبهم المفضل كي يساعد القارئ على الاسترخاء، فقرر تطبيق الفكرة بطريقة عكسية. يقول الرزيق «قرأت كتابا في التخطيط، طبقت نصائحه، وحددت 2009 موعداً لانطلاق المشروع، إلا أن المادة وقفت عائقا أمامي، حينها قررت البحث عن شركاء في المشروع». ويذكر الرزيق صاحب مقهى «booking» أن الإقبال في أول أيام الافتتاح كان محدوداً جداً، إلا أنه بعد اشتهاره، بدأ الإقبال يتزايد، رغم انحصار الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي، ويتذكر الرزيق أن معظم رجال الأعمال الذين تمت استشارتهم، تنبؤوا بفشل المشروع، كونه قريباً من الجامعة». تحديث الكتب ويحتوي المقهى على عدة رفوف ممتلئة بشتى أنواع الكتب، من مختلف المجالات، حيث اختيرت بطريقة شاملة، ومن خلال ترشيح الزوار للكتب المفضلة لديهم، كما أنها متاحة للجميع وغير محدودة الوقت، كما يوجد في إحدى زوايا المقهى غرفة معزولة يمنع فيها الحديث، كونها مخصصة للقراءة. ويضيف الرزيق» يتم تحديث وتجديد الكتب باستمرار ونحرص على توفيرها حال صدورها، فمثلاً حجزنا عبر الإنترنت كتاب «ستيف جوبز» في وقت مبكر، وقمنا بتوفيره خلال يومين من صدوره في أمريكا، كما تم التعاقد مع مكتبة العبيكان لتوفير جزء من الكتب بسعر أقل من السوق ب25%». ويقيم المقهى حفلات توقيع للكتب، كما يستضيف اللقاءات الشهرية لخمسة أندية قراءة في الرياض، ومن أبرزها نادي القراءة في جامعة الملك سعود، الذي يشارك في اختيار كتاب الشهر، ففي كل شهر يقيم النادي مهرجاناً يحتفي فيه بكتاب، ويتم اقتباس أجزاء منه، لوضعها على الشاشة المعلقة وسط المقهى، إضافة إلى الجدران والأكواب وقائمة الطلبات، فضلاً عن قمصان العاملين والطاولات. فرع نسائي ويعترف الرزيق برغبته في افتتاح فرع نسائي من «مقهى بوكينغ»، ولكنه يخشى التسرع، فهو مازال ينتظر التأكد من نجاح الفرع الحالي، ومع أن معظم التفاعلات والمشاركات على صفحة المقهى بمواقع التواصل الاجتماعي نسائية، إلا أن الرزيق يستشهد بفشل تجربة المقهى الشهير «ستاربكس» عند افتتاح عشرات الفروع دفعة واحدة في 2007م، ما أثر على جودة منتجاتهم، معتبراً أن الموضوع يحتاج مزيداً من الدراسة، لمعرفة طلبات العملاء. منتجات صديقة للبيئة وتتجاوز أهداف المقهى البعد الثقافي، بل يحرص الرزيق على إيجاد بيئة ثقافية تكون صديقة للبيئة في الوقت نفسه، وصممت أرضيات المقهى بالطول، حتى تعطي انفتاحاً أكبر للمكان، وقامت بصناعتها شركة ألمانية لديها عدة شهادات دولية في حماية البيئة، حيث تقطع الأشجار من الغابات لتصنيع الخشب، بطريقة تضمن نموها مرة أخرى، بحيث لا تسبب أي أضرار للبيئة التي تقتطع الأشجار منها، كما أن الطاقة المستخدمة في مصانعها هي الطاقة البديلة، التي لا تبعث الغاز في الجو، فتحافظ على نقاء الهواء الطبيعي، كما أن المقهى بصدد إنشاء الموقع الإلكتروني الخاص به عن طريق شركة عالمية تستخدم الطاقة البديلة للبيئة في تشغيل السيرفرات الخاصة بها. ويستخدم المقهى إضاءة صديقة للبيئة، كما تبحث إدارة المقهى حاليا عن جهة تتبنى إعادة تصنيع الأكواب المستخدمة لديهم، وتم تصميم قائمة الطلبات بطريقة الخرائط الذهنية، كما توجد عند مدخل المقهى أسطوانتان الأولى تحمل وجهاً مبتسماً يعبر عن رضا العميل، بينما يبين الوجه الحزين وجود ملاحظة لدى الزبون، ويقوم العميل بوضع الفاتورة على التي تعبر عن مدى رضاه عن الطلب والخدمة، التي تحمل معلومات الوقت ونوع الطلب إضافة إلى اسم البائع، وبعد الانتهاء من جمع المعلومات يتم إعادة تدوير هذه الأوراق. الرزيق يتحدث للزميل فيصل البيشي (الشرق)