فضل الكثير من الشباب الروايات عما عداها من الكتب، في أول استبيان من نوعه يقيس الرغبة الشبابية تجاه القراءة. ورغم أن حيز الاستبيان الذي أعده الروائي المهندس يحيى خان يعد محدودا، لأنه اختص بشريحة لم تمتد بعد خارج محيط معين، فإنه اعتبر أن وجود الاستبيان الذي يحمل عنوان «أخبرنا كيف تقرأ»، عبر الإنترنت حافز إلى التوسع فيه، وتجديد نتائجه: « سأحاول تحديث الإحصاءات والنسب المئوية بعد كل 100 أو 500 مشاركة جديدة، لمتابعة التغيرات المحتملة فيها، وأدعو القراء إلى المشاركة معنا في حملة الاستبيان، من خلال بريدي الإلكتروني، أو المدونة، أو المنتديات المختلفة». لكن النتائج التي لم يتوقعها خان، تمثلت في الإقبال على الروايات: «تصدرت الروايات القائمة بنسبة 42 %، تلتها الكتب الدينية 26 %، ثم كتب علم النفس 15 %، وكتب تطوير الذات 14 %، وتساوت الكتب الأدبية مع الشعر بنسبة 12 % لكل منهما». بالإضافة إلى قائمة طويلة ومتنوعة من الكتب التي حصلت على نسب منخفضة مثل: التاريخ، الفلسفة، الكتب العلمية، وسير الشخصيات والأنبياء. وقت القراءة وأظهرت نتائج الإحصاء أن 9 % فقط من القراء يفضلون القراءة نهارا، في حين أن 44 % منهم يحبون سكون الليل للقراءة، أما 45 % من القراء فهم يربطون وقت القراءة بالفراغ والفرصة السانحة لذلك بغض النظر عن الوقت. وبالنسبة إلى الوضعية المصاحبة للقراءة، حملت الإحصاءات توازنا في نسبة القراء الذين يجلسون أثناء القراءة 27 %، فيما الذين يفضلون الاسترخاء والتمدد 29 %، كما أن نسبة 21 % أوضحوا أنهم يتعاملون مع كلتا الطريقتين دون تفضيل إحداهما عن الأخرى. الهدوء والضجيج واشترط معظم القراء 51 % الهدوء، في حين ذكر 4 % فقط أنهم يستطيعون القراءة في الضجيج. فيما أوضح 12 % منهم أنهم يحبون احتساء مشروبهم المفضل أثناء القراءة، و4 % يستمعون للموسيقى، في حين أن 4 % يمسكون بالأقلام أثناء القراءة لتدوين أفكارهم وملاحظاتهم على ما يقرؤون. محيط القراءة أما المكان الذي تتم فيه القراءة، فذكر 6 % أن ذلك يتم داخل غرفهم الخاصة، و 2 % داخل المكتب، و 5 % في السيارة، في حين أوضح 10 % من القراء أنهم يستطيعون القراءة في أي مكان. وبين الروائي يحيى، أن بعض العينة أكدت أنها تحمل الكتاب معها في كل مكان تذهب إليه: «هناك من يختار نقطة جلوسه أو استرخائه للقراءة بشكل دقيق جدا مع مراعاة موقع باب الغرفة والنوافذ من تلك النقطة، وآخرون تختلف عاداتهم وطقوسهم بحسب نوعية الكتاب». وأشار إلى أن فكرة هذه الدراسة المبسطة بدأت منذ معرض الرياض الدولي للكتاب في شهر مارس الماضي: «تصفحت كتاب طقوس الروائيين للأستاذ الكبير عبدالله الداوود، والذي قدم لنا من خلاله وجبة دسمة عن طقوس الروائيين عندما يشمرون عن أكمامهم استعدادا للكتابة، عندها راودتني فكرة النظر إلى الجانب الآخر من العملة، إلى عادات القراء أنفسهم أثناء استعدادهم للقراءة، فطرحت الفكرة في المنتديات وعبر البريد الإلكتروني، على شكل حملة استبيان مبسطة خالية من التعقيد، تحمل ثلاثة أسئلة عن القراءة: متى؟ كيف؟ ماذا؟ وبدأ تفاعل بعض القراء من جميع أنحاء الوطن العربي مع الاستبيان، وبدأت في جمع الإجابات المقدمة» .