لكي تعيش حياة كريمة لابد أن تتمتع بذاكرة ضعيفة وعقلية باهتة لا تعرف أنك تعيش حياة مُهينة. لا تنبش عمن سرق فلن تكون بذلك مثالياً ولن تكسب مثله، وحدهم المُنبشون هم «إخوان المساجين». وعندما تنغص على «إخوان الملايين» سيخلقون لك هالة وإشكالية وسيشغلونك «بإخوان المسلمين» و»إخوان الشياطين». وتنشغل بالتصانيف والتيارات العربية الدينية والقبلية.. الذاكرة فيها متسع من دخول عالم بأكمله ولكن الأغلب يقبع في الجزء المهمش، فكيف تضمن البقاء في الجزء المهم؟ تصنّع الحكمة فقط.. من الحكمة أن تتصنع الحكمة وتفهم بالسياسة والأوضاع الراهنة والحروب الأهلية وتفهم بالطقس والميزانية والاقتصاد والقبائل والفصائل، وتتنبأ بالحكومات وتتحدث عن الأخبار اليومية لكي تكون ذا وجاهة اجتماعية ولو كنت ذا «دماغ فارغة».. بالمناسبة دع دماغك كسلة المهملات في الكمبيوتر فرّغ كل ما لا يلزم أولا بأول.. وتخلص من كل أمر يزعجك من حقوق أو معاناة أو حتى من معاملة كلفتك عمرك بأكمله أو حتى من يوميات القبول في حافز.. أو حتى من ملايين حودبت كاهلك أو أبرزت كرشك، عليك أن تنسى كل شيء يقتل إنسانيتك لكي تعيش كإنسان ولا تتحول إلى غول، ثم يقفز ذو الوجاهة الاجتماعية ويشرح لنا سلسلة الفضيلة النادرة وأثرها على المجتمع ومضاعفاتها وسألفة البشر (المتغوغلة). الزبدة: لكي تعيش حياة كريمة إما تعلم كيف تتخلص من شوائب الذاكرة وتعيش (متنازلا) وإما تدفع حق كرامتك وتعيش (متآمرا).