عزيزي القارئ هل فكرت يوما بمساعدة عامل النظافة الذي يكنس شارعك، أو بشكر العامل الذي يقوم بحمل كل ورقة وعلبة ترميها من سيارتك بدون اكتراث؟ قد لا تخطر أسئلتي هذه على بالك، وربما ترى في السؤال عن شخص لا يهمك أمره هدرا لوقتك. لكن مهنة من ينظف الشوارع والأحياء مهنة مهمة للغاية، وهذا العامل البائس الذي تراه وأنت في طريقك لعملك أو منزلك هو العضو رقم واحد في مجتمعاتنا التي ترفع شعار «النظافة من الإيمان»، وبدونه حياتنا قد تتحول إلى جحيم. في مجتمعاتنا العربية والخليجية تحديدا ننظر بدونية لبعض الجنسيات وبعض المهن ولمن يمارسها، وفي مقدمتها مهنة عامل النظافة. وألاحظ كثيرا علامة الازدراء لعمال النظافة والتعامل معهم بطريقة سيئة، قد تخلو من الرحمة واللباقة أحيانا. حتى أن بعض الأشخاص يتعمد رمي القمامة حتى يقوم العامل بالتقاطها ليراه وهو ينحني مهانا أمامه. وينسى هذا الإنسان أنه لا يستطيع العيش يوماً بدون عمال النظافة. ولنسأل أنفسنا: ماذا يمكن أن يحدث لو أضرب عمال النظافة لمدة أسبوع؟ والجواب هو أننا سوف لن نستطيع العيش في مدننا لأن النفايات سوف تسد الأحياء والشوارع وسوف يكثر الذباب وتنتشر الأمراض. إن النظرة الدونية لعامل النظافة منشأها ربطها بالعبودية في أذهاننا، فعلينا أن نغيرها وأن يحل محلها الاحترام لعامل النظافة الذي هو عنصر فعال في مجتمعنا. قبل فترة وزع شاب سعودي منشورا في الفيس بوك يطالب فيه الجميع بالرفق بعمال النظافة وضرورة شكرهم على عملهم ومنحهم العصيرات والفاكهة خاصة عندما يشتد الحر. وأكد على الجميع أنهم بشر مثلنا يعانون من لهيب الحر والعمل لساعات طويلة. هذه اللفتة عمل إنساني ودليل على عمق الوعي. ورأيي أن تكتب في لافتات في الشوارع والأحياء فمهنة عامل النظافة مهنة مهمة وتستحق التقدير منا.