المتابع لقضايا المنطقة العربية اليوم، يلاحظ الحراك الدبلوماسي الخليجي المؤثر، حراك يصنع واقعاً جديداً في منطقة اعتادت على التعامل مع الخليج بمؤثرات مرحلة كانت تعده أطرافاً تعيش على هامش الخريطة، وهذه الأطراف يعاني إنسانها من فقر المعرفة ووفرة المال، وتعاني دولها من جهل في السياسة ووفرة في المسايسة. اليوم علمت أمة حمل لواءها «الشعاراتجية» طوال السنين الماضية، أن الرجعية من سمات أنظمة قمعية لفظتها شعوبها، وليست مرتبطة كما زوّر أنصار التقدمية الوهمية بشيوخ الزيت! دول الزيت اليوم مركز والبقية أطراف، حقيقة لا يمكن تجاهلها، وربما هذه الحقيقة كانت ظاهرة للمتخصصين، ولكن لم تظهر للعوام إلا بعد سقوط أنظمة حاولت حجب شمس الخليج طوال العقود الماضية، ولأن الخليج قوة فاعلة ومؤثرة عالمياً يجب على العرب الالتفاف حوله، لا الالتفاف عليه، فشمسه الدافئة ستقضي على زمهرير الفوضى والاضطراب، ولعل هذا ما يجب إدراكه ممن خرجوا للتوّ من شرنقة الاضطهاد والبطش ويتطاولون صباح مساء على المملكة وشقيقاتها، وكذلك الأنظمة التي مازالت تنتظر الضربة الشعبية القاضية، وتناكف الخليج وتستعديه. للحفاظ على قوة الخليج المتوثب، لابد من تحوله سريعاً إلى الاتحاد، فالاتحاد ليس شكلاً قانونياً فحسب، ولكنه أيضاً تغيير لموازين القوى في عالم متخبط، ومواجهة لجار جائر، اعتاد على انتهاك السيادة بالقول والدسائس اليوم، وبالفعل والمواجهة غداً، ربما!