تعدّ بريدة من المدن الأولى في المملكة التي اهتمت بالمقتنيات القديمة، والمشغولات التراثية، التي تعود لأزمنة بعيدة. «الشرق» قامت بجولة في مركز الحرف والصناعات اليدوية في بريدة، الذي يقع في الجزء الداخلي من السوق الواقع بين جامع خادم الحرمين الشريفين، وسوق الخضار، ويضم قرابة خمسين محلاً فيها مختلف الحرف والمهن التي أخذت الطابع القديم للمدينة، وتحتوي على جميع الأنشطة، ومنها المزاد الذي يجري كل أربعاء بعد صلاة المغرب، وحتى منتصف الليل، ويعدّ من أكبر المزادات في المملكة، لما يحتويه من نوادر لم تعرض مثلها في المملكة، التي تحظى بزيارة كثير من مواطني دول مجلس التعاون. «الشرق» التقت بأبرز أصحاب المحلات الموجودين في غالبية الأوقات، وهم الصمعاني، والسلمي، والرشيد، والخلف، الذين يعَدّون موجودين طوال فترة السوق. ويقتني أحد أصحاب المحلات دلة افتتاح مشروع سكة الحديد بمدينة الرياض، الذي حضره جلالة الملك عبدالعزيز في 19-1-1371ه، الموافق 20 أكتوبر 1951م، إضافة إلى ساعة من الذهب الخالص قدمها الملك عبدالعزيز إلى مدير أرامكو «فلوير أوليجر»، بمناسبة أول تصدير شحنة نفط في الأسواق العالمية بتاريخ 1939م. وعدد من البوادي والغرش من الطراز القديم، وصيانة الأسلحة والأدوات المدرسية النادرة. من جهة أخرى، طالب أصحاب المحلات بدعم رسمي للسوق من أجل الاستمرار مستقبلاً، وتنفيذ أمر رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار في المملكة، الأمير سلطان بن سلمان، بتغيير مسمى السوق إلى اسم «سوق التراث الشعبي والحرف اليدوية»، بدلاً من المسمى الحالي. الساعة الذهبية التي أهداها الملك عبدالعزيز لمدير أرامكو عام 1939م (تصوير: طارق الناصر)