عرعر – ناصر خليف ، خلف جويبر أكثر من عشرين نزيلاً يعملون ويتقاضون مقابلاً لأتعابهم خدمات صحية على مدار الساعة وأطباء وأخصائيون معمل تقني متكامل وتدريب وتأهيل لما بعد فترة السجن مدير سجون الحدود الشمالية ل الشرق: النزلاء العراقيون يجدون معاملة لا تختلف عن السعوديين سجناء يكملون تعليمهم العالي وفرص عمل داخل السجون ومنظومة متكاملة من الخدمات من سجن رفحاء إلى سجن عرعر توجَّهت «الشرق» ودخلت «الزنزانات» ورصدت ما يدور بداخلها وما يُقَدَّم للنزلاء من خدمات، تضيف لهم وعلى مستوى أوضاعهم الإنسانية والاقتصادية والتعليمية ، فتأهيل السجين ليخرج من خلف الأسوار وهو على علم واتصال بما يدور من حوله من أولويات إدارة السجون التي أخذت على عاتقها هذا المبدأ الذي يضيف للسجين الشيء الكثير. منظومة متكاملة من الخدمات جعلت من السجين منتجاً من داخل المكان الذي يقضي فيه فترة الحكم الصادر بحقه، منظومة استطاعت أن تستثمر قدرات وإبداعات النزلاء لتعكسها واقعاً إيجابياً على السجين نفسه والبيئة التي من حوله حتى بات السجين أيضاً على اتصال بوسائل التقنية المتاحة التي تربطه بالعالم الخارجي. خدمات تعليمية يتلقى النزيل في سجن عرعر خدمات تعليمية لكافة المراحل ابتداءً من الابتدائية وحتى الجامعية بمشاركة من وزارة التربية والتعليم والتعليم الأهلي والتقني في فصول لا تختلف عن الفصول العادية في المدارس الحكومية خارج أسوار السجن مع توفير معلمين مؤهلين في كافة التخصصات إضافة إلى معمل للحاسب الآلي متكامل يحتوي على أكثر من خمسين جهازاً يشرف عليه متخصصون يُقدِّمون برامج ودورات تدريبية في مجال البرمجة والتقنية ليواكبوا التطوّر السريع الذي يميُّز عصرنا الحالي خرَّج أكثر من مائة نزيل. مرحلة جامعية أتاحت إدارة سجن عرعر بتوجيهات من وزارة الداخلية للنزلاء إكمال تعليمهم الجامعي عن بعد مع تخصيص من خلال قاعات مهيأة للاختبارات الجامعية ما يعتبر تأهيلاً علمياً يتيح الفرصة للنزلاء لممارسة حياتهم الطبيعية واندماجهم مع المجتمع بعد انتهاء محكوميتهم الأمر الذي يخلق فرصاً وظيفيةً تساهم في تنمية مجتمعاتهم . خدمات صحية لم تعد الخدمات الصحية حكراً على المواطن بل امتدت لتخترق أسوار سجن عرعر ليحصل عليها النزلاء في بيئة صحية مناسبة يتوفر بها الخدمات الإسعافية لحالات الطوارئ لا قدَّر الله كما أن توفُّر الأدوية في صيدلية متكاملة ساهم في تقديم تلك الخدمات مع وجود أطباء وأخصائيين يقدِّمون كل الرعاية الصحية لهم أخذنا فضولنا الصحفي لمعرفة أين أخذ النزيل «م ، س» وقد شاهدناه يستند على أحد منسوبي السجن وتبيَّن لنا أنه مريض مُحوَّل إلى المشفى الصحي الذي يتكوَّن من قسمين عيادة للطب العام والآخر للأسنان يشرف عليه أطباء متخصصون ولم نخرج من المشفى حتى تلقى النزيل علاجه اللازم وبالمجان. يعملون بالأجر يصعب أن تتخيل أن يخلق في السجن فرص عمل في أي مكان في العالم لكن من خلال جولتنا اكتشفنا أن أكثر من عشرين نزيلاً يعملون في مهنة غسيل الملابس المجهزة بأكثر من 18 ماكينة غسيل مقسمة إلى سبع لغسيل الملابس الخفيفة وثماني مغاسل للبطانيات والشراشف ويحصل النزيل العامل على أجر في مهنته براتب شهري يبلغ 250 ريالا إضافة إلى راتب يتقاضاه النزيل من الدولة ويبلغ 150 ريالا. عنابر وخدمات طلبنا من مرافقنا أن يأخذنا إلى غرف النزلاء وبعد وصولنا لها وجدناها مجهزة بمصلَّى ومجلس يحتوي على تلفزيون وجميع لوازم الشاي والقهوة العربية، فيما شاهدنا سجيناً عراقياً يرفع الآذان لصلاة الظهر فصلينا جماعة معهم في مسجد واسع يحوي من الكتب الدينية والمراجع القيمة، فيما أكَّد النزيل – ف.ع عراقي الجنسية أن حالته النفسية جيدة مشيراً إلى أن جميع الخدمات مكتملة وأنهم تلقوا تأهيلاً اجتماعياً وإنسانياً. تقنية إلكترونية « الشرق « رصدت وتلمَّست حياة الجامعيين في سجن عرعر المركزي وبدت عليهم علامات الجدِّ والوقار والاحترام، يسيرون في جماعة وصف بصحبة جنود من السجن، اشتعل فضولنا لنسأل من يقودهم إلى أين هم ذاهبون؟ فعلمت أن المجموعة في طريقها إلى مكتبة السجن استعداداً لدخول امتحانات الجامعة فاستسمحنا مرافق الجامعيين بالدخول إلى المكتبة لمعرفة ما يدور على طاولاتها وإصداراتها وكتبها. طلاب جامعيون دخلنا إلى عمق المكتبة قبل أن ينتشر الطلاب الجامعيون خلف أجهزة الحواسيب الآلية ، حيث جلس كل واحد خلف الشاشة وراح يتلاعب بإصبع الحروف بمهارة وسرعة. اقتربت من أحدهم «ك . ح» سجين عراقي وقد أدار محرك الحاسوب ثم فتح صفحات كتاب أنيق، يقرأ حينا ويكتب أحيانا وعيناه لا تفارق الشاشة ثم قال: أنا محكوم في قضية مخدرات، والآن في السنة الثانية من الجامعة وبرغم وجودي هنا فقد أتاحت إدارة السجن لنا كل شيء إيجابي . مرح ولعب عندما ظننا أننا أنجزنا جولتنا في السجن لرصد الأحوال الاجتماعية والخدمية للنزلاء كنا نسمع أصواتاً تتعالى من بعيد واعتقدنا أن هذه الأصوات لشباب من خارج السجن يمارسون الرياضة إلا أن تخميننا لم يكن في محله لنشاهد نزلاء عراقيين وسوريين يمارسون لعبة الطائرة في مكان مخصص لممارسة الأنشطة الرياضية داخل السجن وطلبنا من مرافقنا أن يأخذنا إليهم وما هي إلا لحظات حتى وقفنا كجمهور نتابع المباراة ، وفجأه وجدنا أنفسنا وقد انتمينا لهم في لعبتهم بعد دعوتهم لنا في اللعب فيما كان المرح سيد المشهد. مبنى جديد لسجن عرعر متكامل خلال شهر بكلفة أربعة ملايين ريال أشاد مدير السجون بمنطقة الحدود الشمالية العميد علي العطوي بما تحظى به السجون في المملكة من اهتمام القيادة التي لاتألو جهداً في الرقي بالخدمات والتعامل الحسن. وقال العطوي : إن لدينا إخوة نزلاء عراقيين يقضون فترة محكوميتهم وقد لقوا معاملة لا تختلف عن نظرائهم السعوديين ومنهم من حفظ القرآن الكريم وهم متعاونون وبينهم محبة وأضاف : أن مشروع المبنى الجديد سيتم الانتقال إليه خلال شهر من الآن متمثلة في مبنى يحوي جميع الخدمات المساندة من معمل حاسب آلي ومعامل للنجارة والحدادة ومبنى للإعاشة والطبخ روعي فيه جميع مستلزمات الطبخ الصحية ملمحاً أن كلفة المبنى التقريبية تتجاوز الأربعة ملايين ريال . نزيل عراقي يتلقى علاجاً