شهد افتتاح الدورة الحادية والعشرين لمهرجان القاهرة الدولي لسينما الأطفال، مساء أمس الجمعة، غياباً لحالة البهجة التي كانت اتسم بها في دورات سابقة، إذ تغيب نجوم مكرمون عن حفل الافتتاح الذي سادته حالة من الفوضى في أول دورة بعد ثورة 25 يناير. وغابت عن هذه الدورة مظاهر الاحتفالية التي تميزت بها الدورات السابقة والتي شملت عروضاً من السيرك والتراث الشعبي وصوراً لفنانين راحلين أغنوا الحياة الفنية المصرية والعربية، وأحبهم الأطفال وشكلوا جزءاً من وجدانهم الثقافي والإنساني. وكان القيمون على المهرجان أعلنوا أنهم سيكرمون ثلاثة نجوم مصريين، هم كريم عبدالعزيز وهاني رمزي، وحنان ترك، لكن الوحيد الذي حضر كان الفنان هاني رمزي. وتسلم آخرون الدروع التكريمية الخاصة بعبدالعزيز، وترك، اللذين أثار غيابهما تعليقات الحضور في القاعة الذين اعتبروا أنهما “وجها إهانة للحضور وللسينما المصرية، وبينا عدم احترامهما لجمهورهم، في حين أنهما يلهثان وراء مهرجانات أخرى”. وقالت السيدة “أم محمود” التي حضرت مع اثنين من أطفالها “هما ليسا ممثلين فحسب، بل أيضاً أب وأم، وقد تجاهلا البهجة التي يزرعها حضورهم في قلوب الأطفال، فكيف لهما ذلك؟”. وعلى الرغم من الغياب المصري عن التكريم، فإن كل المكرمين من غير المصريين تواجدوا في حفل تكريمهم، وهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوى، والكاتب اليوناني بوديني بيرفزاز، والمخرج الكوري نيلسون شن. وعزا البعض، ومنهم الصحافي في الأهرام أحمد سعد، هذه الفوضى إلى أن”إدارة المهرجان الجديدة ما زالت لا تملك خبرة كبيرة في تنظيم المهرجانات، لكنها ستتعلم مع مرور الأيام، فيما كانت الإدارة القديمة من النظام القديم تملك الأدوات التنظيمية”. وافتتحت الدورة بكلمات من رئيسة المهرجان نادية الخولي، التي دعت الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على شهداء ثورة 25 يناير، ورحيل البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية والكرازة المرقسية. وأشارت في كلمتها إلى أن “الدورة الحالية هي المرة الأولى التي يتولى فيها مركز ثقافة الطفل تنظيم هذا المهرجان، ونحن سعداء بذلك، ونشكر وزيري الثقافة السابق عماد أبو غازي، والحالي شاكر عبد الحميد، على إتاحة هذه الفرصة لنا”. ثم ألقى وزير الثقافة شاكر عبدالحميد، كلمة أكد فيها “أهمية إقامة هذا المهرجان في هذا الوقت العصيب الذي تمر فيه البلاد للدلالة على احتضان القاهرة للثقافة المحلية والعربية والعالمية، والتأكيد على دور مصر الثقافي والحضاري”. وقامت المذيعة التلفزيونية جاسمين طه بالتعريف بأعضاء لجنة التحكيم الدولية للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة برئاسة مدير مهرجان فيينا الدولي للسينما مارتينا لاستشر، وهم المخرج المصري علي بدرخان والناقدة المصرية إيمان عز الدين، والمخرج جمال زولاني من جنوب إفريقيا، ومديرة مهرجان لولا في كينيا أوجوفا وانديجو، ومدير المهرجان الدولي للأطفال والشباب المشاهدين من ألمانيا مايكل هاربوير، ومديرة مهرجان أوشز سين فان في الهند إندو شريكنت. أما لجنة التحكيم الدولية للأفلام الوثائقية فضمت من العرب المخرج فؤاد التهامي، وغادة جبارة، والمخرجة علية البيلي من مصر، والمنتجة بروكتاويت تيجا من إثيوبيا، والمخرج والمنتج اليوناني بانايوتيس راباس، ومدربة التمثيل الهولندية إليزابيث هيزمانس، والمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي من فلسطين، والكاتبة قوديسا هودا من بنغلادش، والمخرجة البريطانية يوجين هابرد، والممولة الهولندية واليسكا فلاهينا. وضمت لجنة التحكيم الدولية للرسوم المتحركة رئيس “أسيفا” الكوري نيلسون شين، والكاتب عمرو عاطف، والمخرجين شويكار خليفة، ومحمد غزالة من مصر، والمخرج ستيفن تايتجاوا من زمبابوي، والمخرج التركي بيرات إيلك، والمخرجة البريطانية إيما كالدر. وبعد التعريف بأعضاء لجان التحكيم، بدأ الجزء الثاني من الاحتفالية، وهو عرض فيلم الافتتاح الهولندي “فوشيه الساحرة الصغيرة” ليوهان نيجنهويس. يشار إلى أن 68 دولة عربية وأجنبية تشارك في هذه الدورة بتقديم 351 فيلماً، من أفلام روائية طويلة وقصيرة إلى أفلام تسجيلية وأفلام صور متحركة، من بينها 78 عملاً مصرياً. وتستمر فعاليات الدورة حتى 30 مارس الجاري، وتستضيف اليونان كضيفة شرف لهذه الدورة. أ ف ب | القاهرة