اتفق اقتصاديون على أن التسهيلات البنكية في المملكة العربية السعودية، بات يصاحبها نوع من الحذر والتوجس، خاصة بعد الأزمة المالية العالمية، مشيرين إلى أنه لا توجد إحصاءات دقيقة، تبين حجم القروض البنكية. وذكر الاقتصادي محمد العنقري أن التسهيلات البنكية اختلفت عما كانت عليه في السابق، مشيراً إلى أنه بعد الأزمة المالية، ارتفعت عوامل حساب المخاطرة عند البنوك، وأصبح لديها دقة أكثر من السابق، وأصبحت تأخذ في الحسبان مقدرة العميل، مبيناً أن الإغراء قد يكون في القيم الجيدة لبعض القطاعات، وهو ما ستركز عليه البنوك لتوجيه التسهيلات نحو الاستثمار في هذه القطاعات، وأشار العنقري: إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر قدرة على تحديد حاجاتهم، مستطرداً إلاّ أن البشر خطاءون، ويتميزون بالنسيان، لاسيما مع إغراءات الأرباح وارتفاع السوق، مما قد تقع أخطاء، تعود عليهم بالضرر عند استفادتهم من التسهيلات البنكية، مؤكداً على ضرورة أن يكون الشخص متمكنا وعلى علم بحركات الأسواق ومخاطرها، لأنها تشكّل خطورة على غير العارفين بحركات الأسواق أو الذين ليسوا من ذوي الخبرة، مستبعداً أن يكون أثر هذه التسهيلات بشكل مبالغ فيه أو يوازي ما حدث قبل عام 2006م. ويوافقه الرأي مدير إدارة الأبحاث والمشورة بشركة البلاد للاستثمار تركي فدعق، الذي قال إن التسهيلات البنكية هي منتج من المنتجات التي تُقدم للمستثمرين في السوق، ولا توجد أرقام رسمية تعطينا دلالات كمحللين ماليين على حجم التسهيلات التي تقدم في سوق الأوراق المالية، مبيناً أنه من الأهمية بمكان أن يستخدم المستثمرون هذه التسهيلات بكفاءة عالية، محذراً في الوقت نفسه من استخدامها في شركات ذات أسعار مبالغ في تقييمها. وأكد فدعق أن المستثمرين الذي تعرضوا لتجربة سابقة في فترة 2006 أصبحوا الآن أكثر دراية وحنكة. وتطرق فدعق إلى دخول المستثمرين الأجانب إلى سوق الأسهم السعودي، قائلاً إن فتح الباب للمستثمرين الأجانب للدخول في سوق الأسهم السعودية، سيكون له إيجابيات وسلبيات، مؤكداً على أن إيجابياته أكبر من سلبياته، وأبان فدعق أن الإيجابيات تكمن في أن دخول المستثمرين الأجانب للسوق السعودي سيساعد على تدفق السيولة داخل السوق السعودي، كما أنه سيضع مؤشر السوق السعودي تحت مؤشرات «مورغان ستانلي للأسواق الناشئة»، مشيراً إلى أن هذا يعد انفتاحا للسوق على الأسواق العالمية. ويرى فدعق أن المخاوف تكمن في الدخول والخروج السريع إلى السوق الذي قد يؤدي إلى تذبذبات، أو يؤثر سلبا على أسعار بعض الشركات، قائلاً «أعتقد أنه يمكن اتخاذ سياسات عديدة تكفل الحد من هذا العامل السلبي». وأضاف فدعق: إن السوق السعودي مكفول بعوامل أساسية وأمور جوهرية تساعد على الارتفاع، متوقعاً استمرار انتعاش السوق، موضحاً: أن السوق مهيأ لعملية جني الأرباح. فدعق