علي محمد الماجد أيام معدودة، وتتوجه العائلات السعودية إلى قضاء العطلات الدراسية القصيرة، فهل الهدف من تقصيرها التشجيع على السياحة الداخلية؟ وهنا سوف أركز فقط على السياحة في الشرقية التي هي محط أنظار المجتمع السعودي، و ليس فقط التسوق الداخلي، فمن المفترض أن يكون هناك برنامج تعريفي سياحي، وهنا أطرح أمثلة اخترتها من عشرات الأمثلة، وذلك اختصاراً لوقت القارئ: هناك القلعات الأثرية الكثيرة جداً، خاصة في منطقة الأحساء، وهي تحتاج إلى التعريف بقيمتها الحضارية، كي تبرز تاريخ المنطقة، وعلى سبيل المثال، هناك قلعة المحيرس في المبرز، والتي بكل أسف أقول «الحقوا عليها» قبل أن تتحول إلى مأوى للحيوانات السائبة! أما قصر صاهود، الذي يعود لعصر الهكسوس، فهو تحت الصيانة. هناك أيضاً العلامات الإسلامية الفارقة في المنطقة، و على سبيل المثال، مسجد جواثا الذي يعتبر ثاني مسجد أقيمت فيه صلاة الجماعة بعد الحرم النبوي الشريف، كما هو موثق، وكما وثقت رئيسة الآثار الإماراتية التي أشادت به، فأين التعريف به؟ وهناك شاطئ نصف القمر، وهو متنفس لجميع السعوديين، فضلاً عن أهل المنطقة، لكنه يحتاج إلى كثير من التنظيم و حماية المتنزهين من أخطاء العمالة الوافدة، فهناك من ترك لها الحبل على الغارب، كما يحتاج لتخصيص أماكن مناسبة لتسويق الحاجات الضرورية دون الحاجة إلى قطع الشارع مع عبور السيارات المسرعة. وهناك سؤال يفرض نفسه، وهو: لماذا لا توجد حديقة حيوان حكومية في الشرقية؟ و ترك الأمر للحدائق الخاصة التي تتعثر فيها العناية بسبب ضعف الإمكانات. توجد في المنطقة الشرقيّة منطقة ثاج الأثرية، التي عمرها فوق الألف سنة، لكنها اختفت عن الوجود الآن! كذلك قلعة الظبية! وإذا تحدثنا عن متحف الدمام، و ما أدراك ما متحف الدمام، فإنه تكفي الإشارة إلى أن معظم أهل الدمام لا يعلمون مكانه! وقد سألني صديقي عن موقع المتحف على الرغم من أنه عاش في الدمام فوق أربعين سنة! إنه أمام مجمع الواحة الذي يعرفه الجميع! وغير ذلك فالأمثلة كثيرة، واكتفي بما طرحت أعلاه، و في الختام أقول: راقبوا أسعار الشقق المفروشة خلال الفترة المقبلة حتى لا تختفي ابتسامة رب الأسرة الذي أصر على السياحة الداخلية. كما نود زيادة الاعتناء بكل تفاصيل وضروريات واحتياجات النشاط السياحي، فتكفي السائح تغيرات المناخ، وحتى لا تكون سياحتنا مطبوعة ومصبوغة بصبغة ونكهة الغبار!