تواصلت أمس، فعاليات مهرجان «قس بن ساعد»، الذي ينظمه نادي نجران الأدبي الثقافي، برعاية «الشرق» إعلامياً. وأقيمت صباح أمس، محاضرة طالب فيها الدكتور ظافر الشهري القائمين على مهرجان «قس بن ساعدة» بإطلاق اسم الأخدود على المهرجان، موضحاً أن «الأخدود» أكثر شمولية من الاسم الحالي، ليتيح الفرصة لاستعراض رموز مختلفة من رموز الفكر والأدب بالمنطقة. وفضل الشهري في محاضرته عن «حركة الشعر في نجران في عصري الجاهلية وصدر الإسلام»، التي أدارها الدكتور عبدالمحسن القحطاني، في استعراضه، للشعر الجاهلي التطرق لأشهر شعراء بني عبدالمدان، من الحارث بن كعب، ويزيد بن عبدالمدان، وأبو يزيد بن عبدالمدان، والديان بن قطن، والحارث بن كعب المذحجي، مؤكداً خلو أبياتهم من الإسفاف والفحش والابتذال. وكان الباحث الدكتور علي مغاوي، ألقى المحاضرة الأولى عن «سيرة قس بن ساعدة»، وشهدت اختلافاً بين مغاوي والحاضرين حول ضبط كلمة «قس»، حيث رجح مغاوي ضمها، فيما فضل الدكتور يوسف العايد ضبطها بالفتح. وتحدث مغاوي، في المحاضرة، التي غاب عنها الدكتور المحاضر التونسي أحمد الحيزم، عن تاريخ نجران والحالة الدينية فيها قبل الإسلام، مؤكداً أن التاريخ يؤكد أن أهل نجران كانوا على دين النصرانية، التي لم يدخل عليها حدث، مستشهداً بقصة الأخدود في القرآن الكريم. وتساءل مغاوي عن عدم وجود «قس» في حادثة الأخدود، رغم افتراضية وجوده، وذهب لسبب ذكره أحد الباحثين عن انشغال قس بزيارة قبر أخيه في حوران، كما تطرق لخطابة «قس»، ومفرداته البليغة، مستشهداً بكلمة «أما بعد»، ومقولته «البينة على من ادعى واليمين على من أنكر»، مبدياً اتفاقه مع من ذكر أن «قس» هو «أسقف نجران»، رغم نفي بعض المصادر لذلك، وأن كتابته لوصيته في قصيدة دلالة على بلاغته في القراءة والكتابة التي يتقنها. وتبع المحاضرة إقامة أمسية شعرية بدأها الشاعر سوادي بقصيدة عن نجران، سرد فيها أسماء أثرية ومكانية اشتهرت بها المنطقة، ثم قصيدة غزلية للشاعر محمد الجلواح، وأخرى للشاعر غرم الله الصقاعي عن يوم الشعر العالمي. واقتصرت الفعاليات النسائية للمهرجان على أمسية أدبية للقاصة مسعدة اليامي، حضرتها أكثر من مائة مثقفة، من داخل المملكة وخارجها، وسردت فيها نصوصاً من مجموعتيها «صوت الشوارع»، و»مواء القطط». من جانب آخر، باعت دور النشر المشاركة في معرض الكتاب المصاحب للمهرجان أكثر من 8500 كتاباً، وسجلت دار المسبار للنشر للكاتب تركي الدخيل أكثر الدور مبيعاً للكتب الموجودة، بعد زيادة الطلب على كتابي محمد الرطيان، ويوسف المحيميد «وصايا» و»حجر أحمر في مانهاتن». يذكر أن المهرجان شهد غياب خمسة من ضيوفه الذين كان من المقرر مشاركتهم، وهم الدكتور أحمد الحيزم، وعبدالله الزهراني، والشاعران جاسم الصحيح، وعبدالله الصخيان، بالإضافة إلى القاصة شيمة الشمري، نتيجة تعطل حركة الطيران بسبب موجة الغبار التي ضربت مؤخراً مناطق في المملكة، مع احتمال اعتذار آخرين. زائر يأخذ نسخة من «الشرق» في المعرض المصاحب للمهرجان (تصوير: عبدالله فراج)