لم يكف أحمدي نجاد عن زيارة الأحواز المحتلة، رغم ما يتعرّض إليه من إهانات وتهديدات أحوازية جديّة. ففي العام الماضي أثناء زيارته السريّة لمصفاة نفط عبادان استقبلته المقاومة الأحوازية بتفجير المصفاة في محاولة لاغتياله تبنتها المقاومة الوطنية الأحوازية، وقبل أيام فقط، قرّر شاب أحوازي إهانة نجاد وإحراجه على الملأ العام، عندما كان يلقي كلمة في إحدى الملاعب بمدينة الأحواز العاصمة، وخاطبه قائلاً: «أذكرك بظلمك الكبير بحق الشعب العربي الأحوازي وجرائمك التي ارتكبتها على أرض الأحواز»، فشعر نجاد بالكثير من الإحراج بعد فقدانه القدرة على التبرير. وبيّن موقع «أحوازنا»، أنه سرعان ما اعتدت سلطات الاحتلال الفارسي على الشاب وانهالت عليه بالضرب ليختفي نهائياً بعد اقتياده إلى مكان مجهول. وأكد الموقع أن مراكز التعبئة التابعة للسلطات قدّمت مكافآت مالية مغرية للمستوطنين الفرس للذهاب لاستقبال نجاد في جولته في الأحواز، ورغم أنها منعت الأحوازيين من ارتداء زيهم العربي طيلة 86 عاماً من الإحتلال، فإنها تزوّد المستوطنين ب«الدشداشة» العربية لارتدائها أثناء استقبالهم لنجاد. وأعلنت وكالة «إيرنا» للأنباء بتاريخ 14 من مارس الجاري، أنَّ نجاد قام بتدشين مستوطنة «مهر» بمدينة الصالحية في الأحواز، كما دشّن أكثر من عشرة آلاف و444 وحدة استيطانية شمال الأحواز. وفي الوقت الذي تشهد فيه الأحواز حالة توتر في عدّة مناطق، ترافقها حملة اعتقالات وإعدامات تحت التعذيب، أو إعلان المحكمة العليا الإيرانية عن قرارها شنق خمسة أحوازيين في الملأ العام، يقوم نجاد بجولة حول المستوطنات الفارسية المنتشرة في شتى أنحاء الأحواز، لتكريس الاحتلال وتشجيع الاستيطان الفارسي في الأراضي العربية.