لفظ موظف باكستاني في مكتب الدعوة في سفارة المملكة العربية السعودية في باكستان أنفاسه الأخيرة ليلة أمس الأول على يد اثنين من مواطنيه في حادثةٍ معلوماتها الأولية تُشير إلى أنها قتل متعمد. وهاجم باكستانيان منزل د.حافظ عبد الرشيد، وهو باكستاني ينتمي لجماعة أهل الحديث ويعمل في مكتب الدعوة في السفارة السعودية في كراتشي، وقاما بقتله داخل منزله، طبقاً لما أفصحت عنه حتى الآن السلطات الباكستانية الأمنية. واكتُشِفَ الحادث بعد أن أتى ابن الموظف الباكستاني إلى البيت سائلاً والدته عنه فقالت له إنه موجود مع الضيوف منذ ساعات وعندما ذهب الابن إلى غرفة الضيوف وجد أباه جثة ملقاة، ووفقا للشرطة الباكستانية فإن الزوار قيدوا القتيل بالحبل وقتلوه شنقاً وسرقوا بعض النقود و بطاقة الصراف الآلي وسيارته. وأعلنت الشرطة الباكستانية أن القاتليْن هما من معارف القتيل، وذلك لأنهما تناولا معه العشاء، وعلى الرغم من أن القاتلين حاولا الإيحاء بأن الجريمة مجرد سرقة وذلك بالسطو على المال والسيارة إلا أن الشرطة تشتبه في وجود دوافع أخرى، فيما تجمع العشرات من المواطنين للتظاهر ضد مقتل “عبد الرشيد”. بدوره، اعتبر السفير السعودي في باكستان عبد العزيز الغدير، في حديث له مع “الشرق” أجرته عبر الهاتف، أن سفارة المملكة تتعامل مع القتيل كزميل أولاً، كونه أحد العاملين في مكتب الدعوة في السفارة السعودية في باكستان، وأنها تنظر إلى الأمر من منطلقٍ إنسانيٍ بحت، وقال إن سفارة المملكة قدمت واجب العزاء لأسرته. وأكد سفير الرياض في كراتشي أن السلطات الأمنية تتولى مهمة التحقيق في الحادثة وكشف ملابساتها وبالتالي محاسبة الجناة أياً كانت دوافعهم، أما السفارة فتتعامل مع الأمر من منطلقٍ إنساني. وشهدت كراتشي في 16 مايو 2011 مقتل الدبلوماسيٍ السعودي في باكستان، حسن القحطاني، جراء تعرضه لطلاق وابل من الرصاص على يد مجهولين خلال توجهه لمقر عمله في القنصلية السعودية في كراتشي، في أعقاب خمسة أيام من هجومٍ أيضاً، تعرضت له السفارة هناك، وهو ما دفع وزارة الخارجية السعودية لمطالبة السلطات الأمنية الباكستانية بالتشديدالمقار الدبلوماسية للمملكة في إسلام أباد وكراتشي. وطبقاً لما علمته “الشرق” من معلومات، فإن السلطات الأمنية الباكستانية، لا تزال تتقصى حقائق أكثر حول مقتل القحطاني.