منحت الشبكة الوثائقية الأوروبية جائزتها هذا العام لمنظمي وفريق عمل مهرجان “دوكس بوكس” السوري للأفلام التسجيلية، تكريماً ل”شجاعتهم” في إقامة مهرجان سوري في ظروف “تبدو قريبة من المستحيل”، بحسب ما أعلنت رئيسة الشبكة المانحة للجائزة. جاء ذلك مساء الجمعة في حفل توزيع الجوائز الذي أتى من ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الوثائقي العالمي في مدينة سالونيك اليونانية. الجائزة التي تمنح للمرة الثامنة، والتي تخصص عادة لتكريم “مساهمات بارزة لتطوير ثقافة الفيلم الوثائقي الأوروبية”، سبق أن حصلت عليها المؤسسة الإيرانية لمخرجي الأفلام الوثائقية قبل عامين. خلال تسليم الجائزة، قالت هانا سكيوت مديرة الشبكة الوثائقية الأوروبية “اخترنا للمرة الثانية توسيع التركيز الجغرافي لجائزتنا، نريد تكريم مجموعة من الناس الشجعان ذوي رؤية نبيلة وقوة إرداة كبيرة، يمضون في النضال على الرغم من ظروف تبدو قريبة من المستحيل”، بحسب ما جاء في اعلان الجائزة. وقالت الشبكة التي تتخذ من العاصمة الدنمراكية كوبنهاغن مقراً لها، إنها تكرم هذا العام مؤسسي مهرجان “دوكس بوكس” السوري، وهم المخرجون عروة نيربية، وديانا جيرودي، بالإضافة إلى فريق عمل المهرجان الذي انطلق عام 2008، وصار على الرغم من حداثة عهده “أحد أهم مهرجانات الفيلم الوثائقي” في الدول العربية، على حد تعبير مانحي الجائزة. وخلال تسلمه الجائزة، قال عروة نيربية إنه وخلال التخطيط لإطلاق المهرجان قبل سنوات، “عرفنا أن الأمر سيكون صعباً منذ البداية. فالمهرجان هو كناية عن عمل قاس، وخوف، وحتى أزمة عصبية”. ولفت إلى أن ثمة “وصفة بسيطة” عول عليها المهرجان، ألا وهي “أن يكون لدينا أصدقاء جيدون”. وتذكر نيبرية المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي، واعتبره “الأب الروحي” للمهرجان. وكان أميرلاي توفي العام الماضي قبيل بداية اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا. وكان من المنتظر أن تقام الدورة الخامسة من مهرجان “دوكس بوكس” هذا العام بين 7 و15 مارس، لكن منظميه أعلنوا احتجابه “احتجاجاً على انتهاك حقوق المدنيين في سوريا”. لكنهم نظموا في يوم ختامه المفترض الذي تزامن والذكرى السنوية الأولى للثورة السورية، يوما عالماً عرضت فيه أفلام وثائقية لمجموعة من أبرز المخرجين السوريين في 38 مدينة حول العالم. يذكر أن الشبكة الوثائقية الأوروبية تتألف من أكثر من ألف عضو يأتون من أكثر من 60 دولة، وهي تضم منتجين ومخرجين وموزعين للأفلام الوثائقية وغيرهم من المحترفين في هذا المجال الذي يحاول أن يميز نفسه عن الأفلام الوثائقية التقريرية، من خلال استخدام عناصر ولغة سينمائية خاصة. أ ف ب | بروكسل