انتعش مزاد سوق الإبل، في نفود السبعة بالحيانية شمال حائل، حيث تجاوزت مبيعاتها مليوني ريال خلال 15 يوماً منذ انطلاقة المزاد. وجاء ذلك الانتعاش بعد موجة ركود عارمة اجتاحته قبل موسمين في مختلف أرجاء المملكة، وأعاد هذا المزاد الذي يقام للمرة الأولى في المملكة الثقة لملاك الإبل بالسوق بعد أن كسب سمعة كبيرة لدى ملاكها في وقت قياسي لم يتجاوز ال 20 يوماً ارتاده الزوار وملاك الإبل من مختلف أرجاء المملكة ودول الخليج للبيع والشراء. ولم يتوقف المزاد عند استفادة هواة الإبل من البيع والشراء بل تجاوزه ليكون منفذاً اقتصادياً استفاد عبر بوابته كثير من أهالي البادية والقرى القريبة من الموقع للعمل كباعة متجولة يسوقون المواد الغذائية والفواكه والخضار والمياه والمشروبات ومنتجات أغنامهم من السمن والأقط واللبن وبيعها إلى مرتادي الكرنفال. إضافة إلى المطاعم والمطابخ والبوفيهات التي جهزت في مخيمات لتجهيز المأكولات وبيعها على مرتادي السوق، خلاف أصحاب السيارات الخاصة بنقل الإبل (الدينا) التي انتشرت في السوق لنقل الإبل من وإلى السوق بمقابل مادي قادمين من منطقة حائل والجوف والحدود الشمالية كون الموقع متوسطا بين هذه المناطق. وأكد رئيس اللجنة المنظمة لمزاد الإبل الأول حماد الشلاقي، أن المزاد هو الأول من نوعه في المملكة وأنشأ خدمة لملاك الإبل وإعادة الحركة الشرائية لسوق الإبل التي افتقدت منذ موسمين. وأضاف الشلاقي: المزاد حقق نجاحات باهرة لم تكن متوقعة، فالعروض في السوق انهالت بشكل كبير من داخل المملكة وخارجها، موضحا أن السوق يعرض فيه مختلف الأنواع من الإبل من مختلف السلالات بينما الحركة الشرائية تركزت على الأعمار الصغيرة مثل (البكار من لقية وجذعة والمفرود). وأبان، أن السوق قسم لثلاثة أقسام هي: قسم الحراج على الإبل وفيه يتم المزايدة على الإبل المعروضة فيه حتى تصل لقيمتها النهائية ويتم بيعها، مشيراً إلى أن الحراج تفاوتت مبيعات المعروض فيه من 2000 ريال إلى 50 ألف ريال ومجموع ما تم بيعه بالحراج يتجاوز نصف مليون ريال. والقسم الثاني: هو ساحة العرض وهي ساحة كبيرة يقوم ملاك الإبل بعرض إبلهم للبيع فيها وتختلف أسعارها حسب نوع الإبل وسلالتها وتفاوتت الأسعار فيه حسب عمر وسلالة ونوع المعروض، حيث تبدأ الأسعار من 20 ألف ريال حتى تصل إلى 100 ألف ريال تقريباً قابلة للزيادة، مضيفاً أن القسم الثالث هو قسم الشبوك الذهبية وفيه تعرض الإبل النخبة للبيع، حيث تم تجهيز 100 شبك مرقمة يتم تأجيرها من قبل اللجنة المنظمة وتتفاوت أسعارها من 40 ألف ريال إلى 300 ألف ريال. وتابع الشلاقي، تجاوزت المبيعات الإجمالية في السوق 2 مليون ريال خلال الأسبوعين الماضيين وكانت قابلة للزيادة، لافتاً "اشتريت شخصياً عدداً من الإبل بقيمة نصف مليون ريال"، مشيراً أن السوق منتعش وحقق أهدافه السامية ولله الحمد والسلالة الطيبة من الإبل أسعارها في ازياد. وأكد عضو اللجنة المنظمة ممدوح هديني الشمري أن المزاد هو الأول من نوعه بالمملكة وأقيم باجتهاد شخصي من مجموعة من ملاك الإبل وبتضافر الجهود والتنسيق بين الأجهزه الحكومية بمحافظة بقعاء والمدن والقرى التابعه لها ومركز الحيانية بعد أن أخذنا الموافقة من قبل أمير منطقة حائل الأمير عبدالعزيز بن سعد على إقامته. وأضاف الهديني: المزاد هو ملتقى اقتصادي سياحي ثقافي، يهدف إلى تعزيز الاقتصاد لعدد كبير من شرائح المجتمع الذين يعتمدون على دخلهم في المتاجرة بالإبل، مشيراً إلى اختيار الموقع من قبل اللجنة المنظمة وذلك للوصول إلى سلالات الإبل العريقه بمنطقة اللّبة والنفود ووادي فيحان، الموقع الذي يقطنه كثير من ملاك الإبل، لما يتميز به هذا الموقع من خصوبة لمراعي الإبل. وأوضح الهديني، أن الموقع يقع في مثلث تجتمع فيه ثلاث مناطق حدودية الشمالية وحائل وتبوك، ومن أهداف لجنة المزاد لإثراء شريحة كبيرة من ملاك الإبل البسطاء الذين لايستطيعون الوصول إلى مناطق الأسواق بالمدن لقلة إمكانياتهم، مضيفاً أن بيع الإبل في مراحها يختلف عن بيع النقل بالنسبة لهم وذلك لقلة التكاليف ويتباركون به كذلك، مشيراً إلى أن هذا أيضاً من أهداف اللجنه المنظمة. وأشار الشمري إلى أن وقت إقامته من أنسب الأوقات، حيث يتزامن مع موسم دخول الوسم واعتدال الجو مما يتيح لمحبي المكشات وجودهم بهذا المكان الجميل، فالسياحة مطلب آخر من أهداف إقامة هذا المهرجان وإثراء المنطقة أيضا اقتصاديا، فضلاً عن حرصنا على منع الشيلات التي تثير النعرات القبلية والحمد لله الجميع تقيد بالتعليمات والأنظمة، لافتاً أننا نطالب نادي الإبل أن تتبنى المزادات بما يعود عليهم بالفائدة والاقتصاد.