أدى محافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي صلاة الجنازة على جثمان الفقيد الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ مبارك، الذي وافته المنية أمس، في مسقط رأسه، بالأحساء، عن عمر ناهز التسعين عاماً. وأمَّ المصلين، ابنه الدكتور قيس آل مبارك عضو هيئة كبار العلماء، بحضور شخصيات رسمية ووجهاء، وحشد كبير من أهالي الأحساء. وعرف الشيخ محمد بورعه، وحبه للناس جميعاً، ما أكسبه شعبية على مستوى المحافظة وخارجها، وظهر ذلك أثناء تشييع جنازته أمس في مقبرة الصالحية بالهفوف. وكانت آخر زيارة لأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد، لمحافظة الأحساء، في شهر محرم الماضي، وزار خلالها مجلس أسرة آل مبارك، وكان الشيخ محمد في مقدمة مسقبليه، وتبادل معه الأحاديث الودية، وألقى الشيخ محمد قصائد عن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، نالت استحسان الجميع. ولد الشيخ محمد سنة 1337ه، في حي الصالحية وسط مدينة الهفوفبالأحساء، في أسرة علمية تعج بأساطين العلم من المذاهب الأربعة، وترعرع بين أعمامه، وتلقى عنهم العلم، ولم يدرس على يد والده الشيخ عبداللطيف، لأنه توفي سنة 1342ه، وهو يدرس في أول مدرسة شرعية عرفت في العاصمة الإماراتية «أبوظبي». وقد استفاد الشيخ محمد من خاله العلامة الشيخ عبدالعزيز بن حمد آل مبارك، فرافقه في بعض رحلاته العلمية والدعوية، في دول الخليج، وهو في الخامسة عشرة من عمره، ومما قرأه عليه» تدريب السالك إلى قراءة أقرب المسالك في مذهب الإمام مالك»، وقد حفظها وأتقنها، وكان محباً للأدب والأدباء، وصارت له زيارات وعلاقات ولقاءات مع بعض أدباء وأمراء ورجالات المنطقة، وكانت له زعامة في أسرته لكرمه، ونبله ورأيه. وتقبل التعازي في مجلس أسرة آل مبارك في حي البصيرة في مدينة الهفوف، وأسرة «الشرق» تتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسرة آل مبارك، وتسأل الله – تعالى – أن يتغمد الشيخ محمد بواسع رحمته. الأمير بدر بن جلوي أثناء الصلاة على الفقيد (تصوير: عيسى البراهيم)