من شرفات العام الجديد يطل لون الاخضرار الذي يأتي في مواكب التطور المتلاحق الذي تشهده المملكة العربية السعودية وهي تقف على بوابة العام الجديد لتفتح صفحاته بكل ثقة في استباقية الزمن القادم ومحاولة الوصول عبر أقصر الطرق المؤدية إلى شاطئ الوطن الآمن، فعندما يعلو الضجيج وتتشابه الأصوات والقصص والبدايات والنهايات يجب أن يكون في محصلة كل منا بوصلة وقناعة أكيدة بالاستفادة من دروس الآخرين واختيار المسار الذي يفوت الفرص على المطبلين ممن يراهنون على تماسك هذا الوطن ووحدة كلمته، فكلما وضعوا وخمنوا طريقا يمكن أن يتم الاتجاه إليه وحاولوا أن يقلبوا الموازين كانوا يفاجأون بانتصار الوطن في كل معارك المزايدات والمناقصات والتوقعات لشعب يعرف كيف يتمسك بوطنه ويمارس طقوس المواطنة كما يجب، وعلى الرغم من فارق وجود احتفاليات وطنية ومشاعر وطنية متدفقة سالت بلون البهجة في شوارع المملكة في احتفالية يوم الوطن ألا أن هذه الشكليات ليست سوى مكمل مهم لإخراج الصورة الحقيقية لمشاعر حب الوطن، ومحاولة التعبير عنها بطرق مختلفة، فما كان الفارق بين الأمس واليوم أكثر من خروج المشاعر من الصدور إلى السطور ومن القلوب إلى الشوارع والمتنزهات ومختلف الأمكنة التي سجلت حضوره في كل الميادين وبكل اللغات المختلفة، عبر فيها الصغير والكبير وتنافست العقول الإبداعية في تقديم رسائل حب لهذا الوطن، وإن اختلفت السبل والطرق المؤدية إليه إلا أن هذه الفعاليات والاحتفاليات ما هي إلا تتويج لهذا الحب الغامر، الذي كسا بخضرته نوافذه المطلة على العالم بعيون واثقة من إصرار أبنائه على الثبات على قوانين رفعته التي لا تحتاج لأدلة أكبر من البذل والتسامي والعمل الدؤوب الذي سطر من خلاله أبناء هذا الوطن عناوينه في كافة المجالات نموذجا مشرفا للإنسان السعودي المتحضر، الذي يسعى لأن يحمل اسم هذا الوطن عاليا ويعزز من انتماء الأجيال إليه. وقد يستغرب بعض من ولاء أبناء هذا الوطن والمقيمين فيه واستبسالهم في الدفاع عنهم وحمايته والعمل على إبطال كافة المحاولات المغرضة وإفشالها، من خلال لحمة وطنية زادتها الأيام التصاقا بقيادته الحكيمة وتلاقيا معها وقبولها كافة المصاعب في اتحاد عجيب لقصص غير مستهلكة، أكدت على وعي هذا الشعب لقيمة ومعنى كلمة "وطن" تلك التي تعرش كسعف النخيل على حروف المدن فيتدلى من عذوقها رطب وبلح يجني ثماره أبناؤه وأجياله القادمة التي تعزز في كل يوم سيادة هذا الوطن وسموه، فكل يوم منجز ومساحة مختلفة من رسوخ هذا الحب في الضمير السعودي المتصل بوطن يستحق البذل كل البذل..