تستضيف العاصمة البريطانية، لندن، الشهر المقبل، مؤتمرا حول الأزمة القطرية، يستشرف الأوضاع وتأثيراتها على الدوحة، وتداعياتها السياسية والاقتصادية الواسعة على الخليج والمنطقة والعالم. ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر عدد كبير من الشخصيات السياسية العربية والعالمية، المهتمين بشؤون المنطقة من أكاديميين وإعلاميين، ومن القطريين، ممن سيتباحثون حول مستقبل قطر في ضوء الأزمة التي مر عليها أكثر من ثلاثة أشهر. وحول الأزمة، أوضح دانيال كافتشينسكي، النائب البرلماني البريطاني، والعضو السابق في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية، الذي يُعد خبيرا في الشؤون الخليجية، أنه بالنظر إلى فداحة الاتهامات الموجهة لقطر، التي تدعمها دول مجلس التعاون الخليجي، التي تُعد حلفاء لبريطانيا، فإن من الأهمية بمكان بالنسبة للساسة والإعلام البريطاني أن يتعرفوا ويتعاونوا مع الحلفاء الخليجيين، لتوجيه النداء لقطر لإجراء الإصلاحات اللازمة، وتغيير سياساتها التي أدت إلى التوتر. ورحّب كافتشينسكي، بجهود الجهات المنظمة، واعتبر هذا المؤتمر فرصة لمعرفة مزيد عن الأزمة، خاصة بالنظر إلى حجم الاستثمارات الضخمة لقطر في بريطانيا، الذي يتطلب منا أن نكون على ثقة تامة بالمواقف القطرية. كما اعتبر المؤتمر مبادرة فريدة النوع، وفرصة لتعرف آراء القطريين. وفي ظل إصرار الدول الأربع على حسم الوضع مع قطر، ووضعها أمام خياري تغيير سياساتها أو القطيعة، فإن أهمية هذا المؤتمر تكمن في تعرف وجهات نظر ليست معروفة أو لم تكن مسموعة من قبل. من جانبه، قال خالد الهيل، المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية: إننا حريصون على الحضور والمشاركة، فهذا سيكون أهم مؤتمر حول الأزمة، ولا بد أن يسمع العالم صوتنا، فحكومة قطر لا تسمح لأحد بأن يتحدث عن سياساتها أو نشاطاتها في المنطقة. وأضاف الهيل قائلا: يوجد إجماع إقليمي وقلق دولي متزايد من السياسات القطرية الحكومية التي تمثل تهديدا للأمن والاستقرار الدولي، وإذا كان العالم فعلا يرغب في وضع حد للعنف والإرهاب والفوضى، فلا بد أن يضع حداً للسياسة القطرية الممولة والمحفزة له. ويشترك في النقاشات التي ستدوم ليومين أطياف سياسية مختلفة ستقدم وجهات نظرها حيال الأزمة. يذكر أن الدول الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطعت علاقاتها مع قطر، وذلك بعد تورطها في دعم الإرهاب، وقامت الدول الأربع بإصدار قوائم إرهابية، بعضهم تحتضنهم الدوحة، ومنهم آخرون خارج قطر، إضافة إلى كيانات إرهابية في مختلف الدول العربية، كما أن الدوحة لم تلتزم بالبيان الموقع باسم إعلان الرياض الذي جمع بعض قادة دول الخليج، بوساطة الكويت. ورفضت قطر المطالب العشرة التي قدمتها الدول الأربع، بوساطة الكويت، من بينها عدم دعم الإرهاب والتدخل في شؤون الدول الداخلية.