(الأوباش) هم الذين يعتاشون على الفرقة والشقاق ويقتاتون بالفتن والقلاقل، فكلما كان المجتمع متماسكاً مترابطاً لن تجد لهم بؤراً يعشعشون فيها، فتراهم يبحثون عن ضالتهم بين المجتمعات الهشة التي يعتريها التشكيك ويعوزها التبصر الحصيف، فيشعلون في أحراشها أوار الريبة والتأليب وبالتوازي ذر الرماد عن رؤية الحقائق والبراهين لضمان ديمومة اختلال بوصلة التعقل والاستبصار الرشيد، فينعم الأوباش بالنهم بكل ما تطاله أياديهم، وإلا كيف نفسر كلما أرهص وميض انفراجات للأزمة الراهنة إذ بها تزداد عتمة! والشاهد هاهي قطر تلعب بورقة (تسييس الحج) دعك ما يتواتر عبثاً من أن أحد المستشارين التحريضيين اقترح استخدام هذه الورقة المهترئة أصلا! فباستدراكة متواضعة يستطيع أي مواطن قطري أن يتيقن أنها ورقة بالية ومفضوحة، وقد تجلى عوارها وسخفها مراراً وتكراراً لجهة إيران، التي ما فتئت تتوسلها كل عام منذ أربعين عاماً وهاهي الورقة تحترق من جديد، لكن مع الأسف بأياد قطرية هذه المرة … أكرر هذه لعبة الأوباش الحاقدين لإطالة أمد الأزمة الخليجية كي يلتهموا المزيد من مقدرات قطر وينتزعوا بشراهة مكتسبات مواطنيها ومتى ما استنزفوا خيراتها تركوها عظماً وبحثوا عن طريدة سمينة أخرى، بالمناسبة خطورة الأوباش تكمن في عدم (تحزبهم) كفصيل أوجماعة مؤدلجة أو انتماءات عقدية أو عرقية أو جهوية، لكن تجمعهم ضمناً خسة ونذالة مفرطة وبائنة لكل ذي حس وبصيرة! وهي التكسب على حساب الخراب والفرقة (وإن كان المتضرر ولي نعمتهم و ربما منتشلهم من الضياع والفقر المدقع!) فهم كلما وجدوا شرارة صبوا عليها الزيت كي تشتعل وأقاموا حفلات الشواء والانتشاء .. فاحذروا أيها القطريون، فأعداؤكم الحقيقيون مندسون بينكم فهل من استفاقة؟ التنبيه موصول لكل المجتمعات التي تنعم بالأمن والاستقرار ووحدة الصف.