قال لي أحدهم في (تويتر) «يا من تقول على جماهير (الأهلي) طحالب وأنت ناديك حمار وحشي». أوضحت في المقال السابق أنني لم أصف جماهير الأهلي ب(الطحالب)، بل أطلقت جملة عامة تشمل أي جمهور. المعايرة بالحمار الوحشي دفعتني للقراءة عنه. الملاحظ أن الحمار الوحشي حيوان جميل، وهو عملة نادرة، مهدد بالانقراض بسبب ندرة وجود الماء في أماكن عيشه، وبسبب تعرضه للصيد الجائر لاقتناء جلده الجميل وأكل لحمه. هو حيوان قوي؛ إذ يصعب صيده من الحيوانات المفترسة بسبب قدرته على «الرفس» وسرعته وحياته في قطعان (أي إنه اجتماعي وليس أنانياً)، لذلك يصعب صيده إلا في حال طلبه الماء وبحثه عنه. الحمار الوحشي صحي في غذائه، فهو نباتي! الغريب أن كتب التراث تحفل بفوائد أكل لحم الحمار الوحشي، وقد وصفه (جالينوس) بأن طعمه شبيه بطعم لحم الإبل. يقول ابن ماسويه «شحم حمار الوحش نافع من الكلف إذا طلي عليه، وإذا غلي بدهن القسط كان نافعاً من وجع الظهر والكلى العارض من البلغم والريح الغليظة. غيره: مرارة الحمار الوحشي تنفع من داء الثعلب والدوالي لطوخاً». ويقول الرازي عن لحم الحمار الوحشي «هي غليظة جداً، وهي تنفع إذا طبخت بماء وملح وأكثر فيها الدارصيني والزنجبيل، وتتحسى أمراقها، وأكل السمين من لحومها ينفع من وجع التشبك في المفاصل والرياح الغليظة، وكذا إذا طبخت بدهن الجوز والزيت». لحم الحمار الوحشي مباح أكله، وهذا حديث أبوقتادة «أنه رأى حماراً وحشياً فعقره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل معكم من لحمه شيء؟ قال: معنا رجله، فأخذها، فأكلها». بناء على ما سبق، إذا أراد أحد وصف نادي (الشباب) بالحمار الوحشي فإنه لا يسيء إلينا، وإذا أراد وصف بعض الجمهور الشبابي ب»الحمار الوحشي» وهو يقصد فئة تتجاوز، فإن من يفترس الحمار الوحشي هو «الليث»، والسواد الأعظم من جمهور الشباب هم الليوث!