تناول الكتَّاب في مقالاتهم موضوع جامعة الملك خالد، والأحداث التي جرت، وموقف الأمن والموقف المشرف والحاني من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد. وألقى كثير من الكتَّاب باللائمة على إدارة الجامعة، وسوء تصرفها، والتراكمات الطويلة التي عانى منها أبناؤنا الطلاب والطالبات، ولكن هل هذا التقصير وسوء الإدارة والخدمات المقدمة خاص بجامعة الملك خالد؟ أتذكر الآن جامعتي (أم القرى) وفرعها في مدينة الطائف (جامعة الطائف الآن) أتذكرها طالباً وناهلاً من معينها، وأتذكر جيداً حجم المعاناة والألم الذي كنت أتقاسمه مع زملائي الطلاب، ومن أكثر الأمور التنظيمية التي تمارس القمع! نعم قمع الطلاب، ابتداءً من المكافآت، التي كنّا لا نراها بالأشهر المتتالية، وانتهاءً بتسجيل الجداول، والتعقيد الدراسي، والنتائج الظالمة، والتعامل مع صلف بعض دكاترة الجامعة الساكنين في أبراجهم العاجية، المتعاملين بفوقية، المنزهين عن المساءلة ، فعلى سبيل المثال، معلوم لدى طلاب الجامعات أن أكثر أساتذة الجامعة لا يصححون (إلا من رحم ربى)، وإذا أراد الطالب مراجعة ورقة الامتحان، فعليه أن يخوض حرباً ضروساً (غالباً لا ينجو منها)؛ ذلك لأنه قدح في ذمة الأستاذ الدكتور. نعم إنهم فوق النظام! وليس لديهم حس بالمساءلة!والسؤال: ما السبب ؟! ولماذا انتشرت هذه الثقافة الجامعية في معظم جامعاتنا السعودية أساتذةً وطلاباً؟ وبلا شك تتحمل وزارة التعليم العالي النصيب الأكبر من المسؤولية، وذلك لشيوع هذه الثقافة. بسبب تشريعاتها وأنظمتها للجامعات، حتى ثقافة الأستاذ الدكتور في التعامل مع المسؤولية وتقديرها واحترام الطلاب وتقديرهم.أيها الكرام (من أمن العقاب أساء الأدب) وهذه ثقافة معظم جامعاتنا السعودية للأسف. إذن يجب معالجة هذه الثقافة، وعلى وزارة التعليم العالي مشكورة إعادة النظر في ثقافة سلطة الدكتور الجامعي، والمسؤول الإداري، وقيادات الجامعات. لابد من إعادة النظر في ثقافة الإحساس بالمساءلة والرقابة على الجميع. أدام الله على بلادنا أمنها واستقرارها.