ينظِّم مجلس التنمية السياحية بمنطقة جازان، برعاية أميرها محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، وبحضور وكيلها الدكتور سعد المقرن، الخميس المقبل مهرجان «الحريد» في دورته الرابعة عشرة»، حيث تجري استعدادات مكثقة قبل حلول موعد نهاية رحلة أفواج سمك الحريد المقبل من ما وراء البحار، والتي تنتهي بالانتحار الجماعي على شواطئ أرخبيل جزر فرسان. ويحتفل أهالي فرسان بضيف الجزر «سمك الحريد» أو « ببغاء البحر «حيث تقام فعاليات ورقصات تراثية وأهازيج مصاحبة يشهدها خليج الحصيص كما جرت العادة وفق ما تعارف عليه الفرسانيون وتوارثه الأبناء عن الآباء والأجداد. وعند شروق شمس الخميس والبحر في حالة الجزر «العراء « كما يسميه أهالي البحر عادة يتوافد محبو صيد سمك الحريد من أبناء فرسان وزوار المحافظة، حيث يبدأ نصب الشباك «الدور» من قبل الصيادين على مجموعات الأسماك التي تجوب الخليج في مجموعات تصل لمئات الآلاف التي يعرفها الصيادون عن بعد إذ تظهر كبقعة سوداء عائمة في مياه الخليج. وبعد أن يحكم الصيادون إغلاق الشباك على مجموعات الأسماك الوديعة التي لا تبدي أي نوع من المقاومة، يقومون بجرها إلى موقع قريب من الشاطئ، حيث ينتظر على طرفه أهالي الجزيرة والمشاركون في المهرجان متأهبين للظفر بما يستطيعون من هذه الأسماك . وعند الانتهاء من عملية تجميع الأسماك يتم وضع أغصان من شجر النبق أو الكسب ليتوجه إليها السمك ويسهل اصطياده في الوقت الذي يقف فيها الأهالي منتظرين إشارة الانطلاق. وسمك الحريد سمك مهاجر لا يتجاوز طول الواحدة منه 40 سم، ويخلو من الأشواك، ويصل إلى الجزيرة خلال هذه الفترة من العام بحثاً عن الدفء ووضع البيض خاصة وأن الممر الخاص به عبارة عن مياه ضحلة ودافئة تساعد على عملية وضع البيض فيها.