الدين الإسلامي؛ دين التسامح والتراحم، دين وسطي، في جميع تعاملاته الحياتية، في الطعام والشراب، وفي الإنفاق، وفي العبادة، وفي تعامله مع الآخرين، هذا وهو المنهج القويم الذي يتطلب منا كأمة إسلامية أن نسير عليه سيراً متزناً لا تحكمه الانفعالات ولا عواطف الجماهير التي تؤدي في غالب الأحيان إلى انحراف وتطرف. مملكتنا السعودية، تعتقد بالوسطية الإسلامية كمنهاج سلام وتعامل مع كل الأمم في العالم، ولا يذكر الزمان ولا المكان يوماً من الأيام ومنذ تأسيسها على يد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – أنها حادت عن هذا الطريق، وما بيان «هيئة كبار العلماء» الذي صدر عقب حادثتي التفجير اللتين وقعتا في كل من كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، ومحيط الكنيسة المرقسية بالإسكندرية وأسفرتا عن سقوط عشرات القتلى والجرحى إلا دليل صريح على أن هذه الدولة ضد الإرهاب والقتل والغدر، وضد ترويع البشر مهما كانت معتقداتهم ومذاهبهم، إذ عبّر البيان «أن هذا العمل عمل إجرامي محرم شرعًا بإجماع المسلمين»، وذلك لأنه هتك لحرمات الإسلام المعلومة منه بالضرورة، ففيه هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال المحترمة، وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحياة الناس ودورهم ودور عباداتهم، يضاف إلى ذلك أنه اشتمل على أنواع من المحرمات في الإسلام بالضرورة: من غدر وخيانة وبغي وعدوان وإجرام آثم وترويع للآمنين، وكل هذه قبائح منكرة يأباها ويبغضها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم». آخر الكلام من فجر الكنيستين في مصر ليس مسلماً أبداً، بل عمله يستهدف الإسلام بالصميم، ليثبت أنه دين تطرف وقتل وليثير الفتنة بينه وبين الأديان المختلفة! وأختم بقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لرئيس جمهورية مصر عبدالفتاح السيسي «السعودية تقف مع مصر وشعبها ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها».