دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون روسيا أمس، إلى إنهاء دعمها لرئيس النظام السوري بشار الأسد الذي وصفه بأنه «سام» قبل اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. ونقلت متحدثة باسم وزارة الخارجية عن جونسون قوله إن «الوقت قد حان (للرئيس الروسي) فلاديمير بوتين ليواجه حقيقة الطاغية الذي يقوم بدعمه». وأضاف «علينا أن نوضح لبوتين بأن زمن دعم الأسد قد ولى»، محذراً من أن الرئيس الروسي «يخرب روسيا» عبر دعمه لرئيس النظام السوري. وأضاف «علينا أن ندرك أن الأسد بات ساماً في كل ما للكلمة من معنى، إنه يقوم بتسميم الناس البريئين في سوريا عبر استخدامه أسلحة منعت منذ مئة عام ويسمم كذلك سمعة روسيا» التي تشارك طائراتها في الحرب لصالح القوات الموالية لحكومة دمشق. وقال جونسون، في تصريحات لصحيفة «ذا صن» البريطانية إنه «لا يستبعد إقدام الولاياتالمتحدة على شن ضربة صاروخية جديدة» ضد نظام بشار الأسد، بحسب وسائل إعلام محلية. واعتبر جونسون الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة جوية تابعة ل «الأسد» إشارة واضحة من واشنطن للغرب، مضيفاً: «من المهم أن ندرك أن الأمر يمكن أن يتكرر مرة أخرى». وأكد «ليس هناك أدنى شك بأن الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة سوف تغير الوضع بسوريا جذرياً». كما أشاد الوزير البريطاني بموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه النظام السوري، و»إبدائه العزيمة والإرادة اللتين فقدتا مع الأسف خلال السنوات القليلة الماضية»، على حد تعبيره. وقال وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أمس، إن واشنطن ستحاسب أي شخص، وكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء، وذلك في أي مكان في العالم. جاء هذا التصريح بعد أقل من أسبوع من ضربات صاروخية وجهتها واشنطن لقاعدة جوية تابعة لنظام بشار الأسد رداً على هجوم كيميائي شنته طائرات النظام السوري على بلدة «خان شيخون» بريف إدلب. وأوضح تيلرسون، في تصريح صحفي، أثناء مراسم إحياء ذكرى مذبحة ارتكبها النازيون في إيطاليا عام 1944 «سنكرس أنفسنا مجدداً لمحاسبة أي وكل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم». وأضاف: «أن لقاءنا هذا في قرية (سانتانا دي ستازيما) التي شهدت المذبحة منذ 74 عاماً، سيكون مصدر إلهام لنا جميعاً». وفي سياق متصل عقد وزراء خارجية دول مجموعة السبع اجتماعاً أمس وينتهي اليوم في مدينة لوكا الإيطالية لمحاولة إحياء العملية السياسية في سوريا وتوجيه رسالة «واضحة ومنسقة» إلى روسيا، حسبما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية. وكان يفترض أن يشكل هذا الاجتماع السنوي لوزراء الخارجية فرصة للتعرف على نظيرهم الأمريكي الجديد ريكس تيلرسون عبر استعراض عدد من القضايا، من مكافحة الإرهاب إلى الوضع في ليبيا وأوكرانيا والاستفزازات الكورية الشمالية والاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. لكن الهجوم الكيميائي الذي أسفر عن مقتل 87 شخصاً في خان شيخون بمحافظة إدلب، والرد الانتقامي الأمريكي باستهداف قاعدة جوية للجيش السوري أديا الى تغيير كبير في جدول الأعمال. والى جانب الاجتماعات بدأت بعد ظهر أمس، أكدت وزارة الخارجية الإيطالية أن وزير الخارجية انجيلينو الفانو دعا إلى اجتماع خاص موسع صباح اليوم تحضره تركيا والإمارات والسعودية والأردن وقطر. وكانت العلاقات توترت إلى حد كبير بين واشنطن التي دعت إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاء دمشق وخصوصاً روسيا وإيران التي هددت الولاياتالمتحدة برد انتقامي. ويفترض أن يتوجه تيلرسون إلى موسكو بعد اجتماع لوكا «لينقل هذه الرسالة الواضحة والمنسقة» إلى موسكو، على حد قول جونسون. ووصل وزير الخارجية الأمريكي إلى إيطاليا مساء الأحد. وأجرى سلسلة من المحادثات الثنائية مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا.