نددت الحكومة اليمنية الشرعية بممارسات الانقلابيين تجاه المنظمات الإنسانية، في وقتٍ قررت فيه منظمة «أطباء بلا حدود» مغادرة محافظة إب (وسط اليمن) بعد تعرضها لمضايقاتٍ على يد مسلحين حوثيين. واتهم وزير الإدارة المحلية في الحكومة الشرعية، عبدالرقيب فتح، الحوثيين باقتحام مستشفى «الثورة» في إب أمس الأول، في تعدٍ على عمل منسوبيها وبعثة «أطباء بلا حدود». واستنكر الوزير، في تصريحٍ لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، المضايقات التي يمارسها الانقلابيون (ميليشيات الحوثي- صالح) بحق المنظمات الإنسانية، و«آخرها المضايقات التي تعرضت لها بعثة منظمة أطباء بلا حدود». في الوقت نفسه؛ دعا منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، إلى إدانة هذه الممارسات وتحديد موقف واضح منها. واعتبر ماكغولدريك، في تصريحٍ نقلته أمس وكالة الأنباء السعودية «واس»، أن مثل هذه التصرفات تفاقم الأوضاع الإنسانية سوءاً وتعرقل جهود المنظمات الدولية والعربية العاملة في اليمن. ودعا المسؤول «الأممي» المنظمات الدولية إلى سرعة تقديم المساعدات الطبية إلى مركز غسيل الكلى في محافظة الحديدة (غرب) وإعادته إلى العمل، لأن «أوضاع المرضى في الحديدة لم تعد تحتمل مزيداً من الوقت». في ذات الشأن؛ طالب الوزير فتح، الذي يرأس لجنة الإغاثة العليا في بلاده، منظمات الأممالمتحدة العاملة في الحديدة بتقديم دعم عاجل للمركز الذي يحاول إنقاذ حياة أكثر 600 مريض بالفشل الكلوي. وحمّل ميليشيات الانقلاب المسؤولية الكاملة عن تدهور القطاع الصحي والأوضاع الإنسانية في البلاد، بسبب الحصار الذي تفرضه على المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وبينها الحديدة. ونقل موقع «المصدر أونلاين» الإلكتروني اليمني عن مدير «أطباء بلا حدود» لدى اليمن، هايج روبرت، أن المنظمة اضطرت إلى إيقاف أعمالها في إب. وأشار الموقع الإخباري إلى إفادةٍ من مسؤول طبي تؤكد تدخل الحوثيين في عمل المنظمة. وعدّ روبرت قرار مغادرة إب صعباً. وشرح، بحسب ما أورد «المصدر أونلاين»، أن المغادرة لن تكون فورية و»إنما بشكل تدريجي خلال الأشهر الثلاثة القادمة»، مؤكداً تقديم بعثة المنظمة الرعاية الطبية العاجلة والمنقذة للحياة في مستشفى «الثورة» منذ يناير 2016، ومعالجتها، خلال العام نفسه، أكثر من 41 ألف مريض. ووصف روبروت نشاط المنظمة ب «إغاثي طبي إنساني دولي مستقل». وشدد: «تقدم الرعاية الطبية لكل محتاجيها بصورة محايدة وبغض النظر عن انتماءاتهم .. وتوفر الرعاية الكاملة لمرضاها بشكل مجاني، وهي متوفرة للجميع دون تمييز». وبحسبه؛ فإن «أطباء بلا حدود لاتزال ملتزمة تجاه الشعب اليمني، وستستكمل نشاطاتها الطبية في 8 محافظات». في غضون ذلك؛ تطلعت الحكومة الشرعية إلى مزيدٍ من الدعم، من المنظمة الدولية للهجرة، لمساعدة آلاف اليمنيين العالقين في الخارج. ودعا وكيل وزارة الخارجية اليمنية للشؤون السياسية، منصور بجاش، المنظمة إلى تكثيف نشاطها في المناطق المحررة من سيطرة الانقلابيين. وقوات الشرعية (الجيش الوطني والمقاومة الشعبية) حررت، خلال العامين الماضيين، معظم مناطق الجنوب (بينها العاصمة المؤقتة عدن) ومناطق واسعة في الشمال وأخرى في الشرق والغرب، بدعمٍ من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. فيما تقتصر سيطرة الميليشيات على صنعاء ومناطق أخرى. ونوّه بجاش خلال لقائه أمس في الرياض رئيس بعثة «الدولية للهجرة» لدى اليمن، لوران دي بوك، بتقديم المنظمة العون لأكثر من 3 ملايين نازح داخلي ومئات الآلاف من اللاجئين، من جنسيات أخرى، داخل اليمن. وناقش اللقاء استراتيجية المنظمة في اليمن لعام 2017م، بحسب ما أوردت وكالة «سبأ». ولفت دي بوك إلى استعداد «الدولية للهجرة» تقديم الدعم للنازحين واللاجئين في جميع المناطق اليمنية بالتنسيق مع الحكومة الشرعية. في سياقٍ آخر؛ اتهم وزير التربية والتعليم في الحكومة الشرعية، عبدالله لملس، الانقلابيين بتدمير 1700 مدرسة خلال 2015 و2016، مؤكداً بذل وزارته جهوداً لوضع برنامج تأهيل شامل للطلاب. في ذات الشأن؛ لفتت «واس» إلى تقريرٍ ل «المركز الإعلامي للثورة اليمنية» يفيد بارتكاب ميليشيات الحوثي- صالح 279 انتهاكاً ضد العملية التعليمية في صنعاء وحدها خلال العام الماضي. ونقلت الوكالة عن مصادر يمنية أن جماعة الحوثي أمرت بطباعة أكثر من 11 ألف كتيب يحمل فكر حسين بدر الدين الحوثي (قُتِل في 2004 في مواجهةٍ ضد الجيش) وشعارات الجماعة؛ لتوزيعها على المدارس الخاضعة لسيطرة الانقلاب في صنعاء. وتسببت هذه الإجراءات، بحسب المصادر، في وقوع خلافات بين طرفي الانقلاب نظراً لرفض «جماعة المخلوع صالح الانقلابية المساس بالمناهج التعليمية حتى لا تفقد مؤيديها الذين يرفضون الأفكار الحوثية الطائفية كلياً». وأفادت «واس» بأن الحوثيين فرضوا جبايات إجبارية على الطلاب في كافة المدارس الحكومية في صنعاء تحت مسمى «المساهمة المجتمعية» في عملية التعليم، على الرغم من مجانيتها.