الانفلات الإعلامي باستغلال المنصات الإعلامية لنشر التعصب تجلى بالتجاوزات الكتابية واللفظية من بعض الإعلاميين الرياضيين، وأضحى المشهد الإعلامي متأزماً بعبارات القذف والتجريح والإساءات الشخصية دون محاسبة قانونية، مما دفع عجلة الإعلام الرياضي نحو نفق التشكيك بالذمم والسقوط في منزلق تأجيج الجماهير، مما شوه صورة الإعلام، وأعطى صورة سلبية عن التعاطي الإعلامي مع القضايا، والاستغلال السلبي للحرية بالنقد لاسيما أن اتساع حجم المساحات الإعلامية وثورة وسائل التواصل الاجتماعي منحتا الإعلام نطاقاً واسعاً للتعبير عن الرأي، وتلك منصات استغلها الإعلام المتعصب لإطلاق سهام الإساءات الشخصية تحت ذريعة النقد، مما زاد من حدة التعصب بين المدرجات، وأشعل فتيل الحقد وزرع بذور الفرقة بين أبناء الوطن من خلال الشحن بعبارات التأليب على المدرج المنافس، وهناك من يخلط بين الإثارة الإيجابية التي تساهم بجذب المتابع شريطة التزامها بحدود أدبيات الحوار وبين الصراخ ورمي التهم والقذف، وما يحدث من ضجيج فضائي في بعض القنوات والإذاعات الرياضية لا يفيد المتابع الرياضي، ناهيك عن التأثير السلبي على النشء وترسيخ معتقدات تعصبية وبث سموم التفرقة، مما جعل الجهات العليا بالدولة تستشعر الخطورة وتتحرك لإنشاء فريق للحد من ظاهرة التعصب وسن قوانين لعقوبة المتجاوزين وإيقاف الانفلات الإعلامي بمشاركة وزارة الداخلية ووزارة الإعلام وهيئة الإذاعة والتليفزيون وهيئة الرياضة، بدراسة ورصد التجاوزات السلبية بالإعلام الرياضي ومعاقبة كل من يتجاوز سواء بالألفاظ أو بالكتابة لانعكاساتها السلبية على الجماهير الرياضية، في خطوة إيجابية سوف تجعل وسائل الإعلام أكثر حرصاً ومراقبة لكل ما يطرح في منابرها الإعلامية.