الكلمة والصمت واللسان ثالوث لا يفترق عن الإنسان في شتى حالاته وتموضعاته؛ ولهذا نجد التراث العربي بل والإنساني يحفل بالأمثلة التي تعبر عن هذا المعنى فقد قيل عن اللسان: لسان الفتى عن عقله ترجمانه متى زل عقل المرء زل لسانه وقيل (لسان الفتى نصف ونصف فؤاده). كما قيل (حذار أن يسبق لسانك تفكيرك) وقيل (من حكم لسانه شانه، وأفسد شأنه) وقيل (بلاء الإنسان من اللسان) وقيل (اللسان قتال) كما قيل في المحكي (لسانك حصانك إن صنته صانك..) وقيل عن الصمت: الصمت غنم لأقوام ومسترة والقول في بعضه التضليل والفند وقيل (الصمت حكم وقليل فاعله) كما قيل (الصمت وجاء) أما الكلمة فقد قيل عنها كثير، بل ارتبطت بالرجولة بعض حين؛ فقيل (الرجل كلمة) أما صديقنا الضخم القصيبي -رحمه الله- فيقول (للرجل الكلمة الأخيرة وللمرأة مابعد الأخيرة) ويقول أحد الفلاسفة (من عادتي أن أسكت عما أجهله) فيما يقول شكسبير (الكلمات من دون أفكار قلما ترتفع) ولو لاحظنا الأمثلة والمقولات التي أوردناها لوجدناها تؤكد على التلازم المعنوي بين عناصر هذا المثلث الذي لم نورده إلا لبيان حال تصريحات بعض المسؤولين حيال الرؤية والتحول الوطني 2030 التي بدا وكأنها تحول عن هذا الإرث الثقافي بأكمله لكثرة التصريحات المتشابكة حد التناقض في بعض شؤون خطة التحول. مما جعلهم في موقف المرتبك أو غير المستوعب أو غير القادر على التعبير عن أفكاره بصورة جيدة؛ مما دفع إلى مزيد من الإيضاحات، مزيد من الاعتذارات، مزيد من البيانات.. وهو مما يحسب عليهم ويحرج من منحهم الثقة في موقع المسؤولية فهل من مراجعة وتأن في هذا الجانب؟! نبضة رؤية: بدأت الرؤية من (عرابها) بجلسات عصف و(حوار)؛ فيا لقلة حظ من انصرف دون أن يسأل أو تحدث قبل أن يستوعب!!