«أُلغِيَت المهمة بعد رصد مدنيين بالقرب من الهدف». بهذه العبارة كشف طيارٌ سعودي عن سبب عودته بمقاتِلته المحمَّلة بالذخيرة دون إطلاقها، في صورةٍ تبرز مدى الالتزام الإنساني للجنود السعوديين في مختلف الظروف. ورغم لجوء ميليشيات عبد الملك الحوثي والمخلوع علي عبد الله صالح إلى اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية؛ فإن تعليمات تحالف دعم الشرعية اليمنية، الذي تقوده المملكة، صارمة وتشدد على التأكد من عدم وجود أي مدنيين في المواقع العسكرية المستهدَفة. وقال الطيار السعودي الذي عاد دون إطلاق ذخيرة مقاتِلته «أُلغِيَت المهمة بتعليماتٍ من التحالف بعد ملاحظة مدنيين وقت الاستهداف». ويجمع الجندي السعودي الاحترافية بالالتزام بأخلاقيات الحرب والتعامل بإنسانية في ظروف صعبة. وهذه الإنسانية ليست شعاراً وليد اللحظة، إنما هي منهجية تسير عليها القوات السعودية بمختلف قطاعاتها منذ عقود. ومن مظاهر ذلك صورةٌ لجندي سعودي يقبِّل رأس يمني مسن في حضرموت أثناء توزيع سلال غذائية. ويدرك الجندي السعودي أنه في مهمة إنسانية، وهو لا يسعى إلى العدوان على أحد بقدر ما يسعى إلى وقف عدوان وقع على أراضيه ومواطنيه وسعى إلى النيل من سيادة دولته. ورغم زرع الانقلابيين في اليمن عشرات القناصين على الشريط الحدودي من جانبه اليمني؛ فإن الجنود السعوديين يستقبلون يومياً، وهم في حالة حرب، آلاف المدنيين اليمنيين الهاربين من بطش الانقلاب، ويدل ذلك على احترافية الجندي السعودي وإنسانيته وجاهزيته الفنية واللوجستية للتعامل مع مختلف الظروف. وفي مركز ضمد الحدودي؛ كانت صورة النقيب محمد صمداني، وهو يحمل أطفالاً يمنيين دليلاً آخر على إنسانية القوات السعودية. ونقل المراسلون الصحفيون هذه الصورة، وظهر فيها صمداني حاملاً الأطفال الذين جرى إنقاذهم وهم على حافة الموت في الأودية الحدودية الوعرة، وقد نال منهم الجوع والعطش والإعياء. فيما تقاسم النقيب عبدالإله المطيري، في مركز نيد العقبة، طعامه مع عائلة يمنية مؤلَّفة من أم مريضة وأب هارب من تجنيد الحوثيين الإجباري وأربعة أطفال. وأثارت صورة جندي سعودي وهو يحمي جموعاً من المصلين يؤدون صلاة الجمعة في إحدى ساحات العاصمة المؤقتة عدن إعجاب كثيرين، وصفوا المشهد بالمؤثر، لاسيما أن الصورة التُقِطَت بعد أيام قليلة من تحرير عدن من أيدي الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع. وبرفضه استهداف طفلٍ لم يتجاوز عمره 12 عاماً، زجَّت به الميليشيات على الحدود؛ جسَّد الرقيب علي شراحيلي صورةً إضافيةً من صور المبادئ الأخلاقية والإنسانية التي يسير عليها الجندي السعودي، ما أكد أن الحرب لا تُظهِر فقط شجاعة المقاتل السعودي، بل أيضاً إنسانيته والقدرة على اتخاذ القرار المناسب في الأوقات الصعبة.