تدرس الجهات الأمنية والسياسية رفيعة المستوى في العراق، الإجراءات الأمنية التي ينبغي اتخاذها خلال انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد في 29 مارس الجاري، خاصةً بعد أن توقعت مصادر أمنية في وزارة الداخلية شن جماعات إرهابية موجة جديدة من العمليات العنيفة قبيل انعقاد المؤتمر. ونقلت صحيفة محلية عن مصادر أمنية مطلعة قولها إن الوفود الرئيسية التي ستشارك في القمة والممثلة في رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية ستقيم في الكويت على مدار الثلاثة أيام التي ستنعقد فيها جلسات أعمال القمة، على أن يتم نقل تلك الوفود من وإلى العراق بالطائرات. وأضافت المصادر أن الوفود «الثانوية» ممثلة في الشخصيات السياسية والدبلوماسية والإعلامية المرافقة لرؤساء الدول المشاركة، سيكون محل إقامتها في بغداد، وسط فرض حظر كلي للتجوال على مدى أيام انعقاد القمة، وذلك وفق خطة أمنية معدَّة مسبقا. ووفق المصادر، سيحاط جانب الكرخ المطل على نهر دجلة بعدد من الكتل الخرسانية ابتداءً من جسر الجمهورية، وانتهاء بجسر السنك، على أن يتم التنفيذ في الأيام القليلة المقبلة، التي ستشهد أيضا زيادة عدد القوات الأمنية في بغداد، حيث أُعلِن أن مائة ألف رجل أمن سيشاركون في الخطة الأمنية للقمة وأن بعض الوحدات الأمنية ستُنقَل من المحافظات إلى بغداد لهذا الغرض. وتبحث الجهات الأمنية فرض حظر التجول خلال انعقاد القمة، وهناك عدة خيارات في هذا المجال لم يتحدد الأخذ بأي منها، ومن ذلك أن يكون الحظر فقط على المركبات أو تحديد الأماكن والمناطق التي يجري فيها الحظر، ولكن من المستبعد أن يُفرَض حظر شامل على حركة الأفراد في بغداد. كما تجري مناقشة تعطيل الدوام الرسمي خلال القمة، وقد يكون التعطيل في بغداد فقط ليومي 28 مارس موعد انعقاد مؤتمر وزراء الخارجية للتحضير للقمة، و29 مارس يوم انعقاد القمة الذي يصادف الخميس. وتعتقد المصادر الأمنية أن معظم القادة العرب وممثليهم سيصلون ويغادرون في نفس يوم انعقاد القمة، وأن جلسة واحدة أو جلستين تكفيان لمناقشة وإقرار بيان بغداد الذي يعده وزراء الخارجية العرب. وقال مصدر في وزارة الداخلية، في تصريح صحفي، إن جهاز الاستخبارات المرتبط بمكتب القائد العام للقوات المسلحة حصل على معلومات مهمة تؤكد عزم بعض الأجنحة المسلحة المرتبطة بتنظيمات إرهابية، تنفيذ عمليات نوعية وسط بغداد، وأضاف «تم تحديد مواقع تلك الأهداف التي دخلت ضمن دائرة التركيز الأمني لمنع وقوع تلك الهجمات فضلاً عن مصادرة أكثر من عشر سيارات كانت معدة للتفجير عن بعد في أماكن مزدحمة»، وأشار إلى أن مصدر المعلومات جهات متعاونة مع لجنة المصالحة الوطنية المرتبطة برئاسة الوزراء.