عندما يتحدث سلمان بن عبدالعزيز. فإن العالم بأسره ينصت .. هذا التعبير الذي وصف به أحد صحفيي اليابان أهمية ومكانة الملك السعودي، وذلك عندما التقيته أمس الأول على هامش الحوار الذي عقد بحضور مثقفين وأكاديميين وصحفيين سعوديين ويابانيين. كوجي ساشو قال لي إن اليابانيين لا ينسون مقالة الملك سلمان عن بلادهم عندما تقلد قبل ثلاثة أعوام الدكتوراة الفخرية في الحقوق من جامعة واسيدا وكان حينها وليا للعهد، الملك سلمان قال: (إن السعوديين يشاركونني النظر لليابان باعتبارها تعيش تجربة مثيرة للإعجاب والتقدير، مسيرة ملهمة لكثير من الدول في سعيها للتنمية والتقدم). قال لي ساشو عندما تأتي هذة الشهادة من زعيم بحجم الملك سلمان؛ فإنها تعني الكثير لشعب يُؤْمِن بأنه قادر على تحقيق المعجزات ويسره كثيراً أن يقدر العالم ما فعله من معجزات قفزت به لمصاف دول العالم في كافة المجالات. تذكرت أمس ما قاله ساشو وأنا أتابع وسائل الإعلام اليابانية وهي تفرد الساعات والمساحات لتغطية زيارة الملك لبلادها، وتركيزها على كلمته القوية التي ألقاها في مقر مجلس الوزراء الياباني التي أكد من خلالها على العلاقات التاريخية والاقتصادية التي تربط البلدين، خاصة فيما يتعلق بإطلاق الرؤية السعودية- اليابانية 2030 التي ستعزز الشراكة الاستراتيجية. وركز اليابانيون في تحليلاتهم على توجهات المملكة التي تضمنتها كلمة الملك فيما يتعلق بالحاجة الماسة لتكثيف الجهود لحل القضايا والأزمات بالشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية وأزمتا سوريا واليمن، إضافة لحل الأزمات التي أثرت سلباً على استقرار المنطقة وتنميتها وإعاقت نمو التجارة وهددت ضمان إمدادات الطاقة. كما حلّلوا ونظروا بإعجاب تأكيده على أن الإرهاب يمثل أكبر خطر على أمن الدول والشعوب، و أن السعودية واليابان شريكتان في محاربته. اليابان بأسرها احتفت بالملك سلمان احتفاءً غير مسبوق، وقد توج إمبراطور اليابان ذلك الاحتفاء بتقليده قلادة الوسام السامي (زهرة الأقحوان) تقديراً واعترافاً بمكانة خادم الحرمين الشريفين. العلاقات السعودية اليابانية كانت وعبر ستة عقود مضت ومنذ انطلاقها عام 1955 م تنمو وتتطور، ومثلت عنواناً للتميز والتوافق في رؤى أغلب القضايا، وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي كان النفط لاعباً أساسياً فيها، نظراً لظروف ومتطلبات المرحلة الماضية، إلا أنه وبعد زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي لليابان؛ تغيرت الصورة بشكل كبير وأصبح من الظلم أن تحصر العلاقة في النفط فقط، لأن الرؤية السعودية 2030 تركز في تفاصيلها على سلاح التكنولوجيا والابتكار ونقل التقنية وتوطينها وجذب الاستثمارات الضخمة إلى البلاد وذلك يتوافق مع الفكر الياباني المتطور والمنفتح على اقتصادات العالم. الملك سلمان عاد إلى اليابان ملكاً، قائداً وزعيماً، حاملاً ملفات متعددة إلى بلد صديق وحليف قوي، وبكل أبعاد المنطق وما يحمله؛ فإن الرؤية السعودية ستكون مفتاح النجاح وسره، ولذلك تم توقيع مذكرات، وأُعلِن عن برامج تعاون في مجال الثورة الصناعية وحول تنفيذ الرؤية السعودية- اليابانية 2030م. إضافة لتوقيع برنامج تعاون لإنجاز الرؤية السعودية- اليابانية 2030 م في مجال التعاون الثقافي، وآخر لتنظيم إجراءات منح مواطني البلدين تأشيرات الزيارة. وكذلك وقعت شركة السوق المالية السعودية (تداول) مذكرة تفاهم مع مجموعة بورصة اليابان للأوراق المالية، بهدف تعزيز العلاقات المشتركة بين الجانبين، من خلال تبادل الخبرات والمعلومات والعمل على تطوير السوق المالية في البلدين وبناء استراتيجيات مشتركة. إضافة لاتفاقيات وقعتها وزارتا التعليم والعمل. زيارة الملك سلمان تؤكد على أن علاقة البلدين ليست نفطاً، وليست فقط نخلة، وساكورا (رمز اليابان)، بل رؤية مستقبلية أساسها 2030.