يشارك مركز توثيق سيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، -رحمه الله- بصورٍ نادرةٍ له في معرض الرياض الدولي للكتاب، فضلاً عن 25 قصة لأشخاصٍ عايشوا الملك الراحل. وذكر عبدالعزيز الشلهوب، أحد منسوبي مركز التوثيق، أن المشاركة في دورة المعرض لهذا العام هي الأولى بالنسبة للمركز وستشهد الكشف عن صورٍ لم تُعرِض سابقاً. وتأسس المركز عام 2008م بمبادرةٍ من الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، ومن أهدافه توثيق سيرة الملك عبدالله، -رحمه الله- في جميع مراحل حياته. ومنذ تأسيسه؛ وثّق المركز، وفقاً للشلهوب، أكثر من 400 ألف مادة عن الملك عبدالله، على هيئة صورة وشهادات وجوائز ومقاطع مرئية، وأصدر كتاباً بعنوان «إضاءات في سيرة ملك» ألّفه الدكتور سعد البازعي ويتضمن فصولاً عن سيرة المؤسس الملك عبدالعزيز، -طيب الله ثراه-، كما يتناول سيرة ملوك المملكة الراحلين وفصولاً متخصصة في سيرة الملك عبدالله. وفتح معرض الرياض الدولي للكتاب أبوابه الأربعاء الماضي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما يستمر حتى ال 18 من مارس الجاري. ولاحظ الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن معمر، أن المعرض يشهد كل عام قفزةً نوعيةً في شتى مجالاته، عادّاً ربط الدورة الحالية ب «رؤية 2030» ارتباطاً جيداً ومناسباً، لأن «من الضروري أن تكون جميع الجوانب التنموية مترابطة لاسيما الجانب الثقافي». وصرّح ابن معمر «لا نريد أن يلهث الجانب الثقافي دائماً خلف التسارع التنموي في المملكة، وإنما يأتي مواكباً للتنمية والتطوير». وقال لدى زيارته المعرض «نحن- ولله الحمد- نحقق قفزات تنموية كبيرة، وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- تكاملت الرؤية بجوانبها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية على حدٍ سواء»، معتبراً معرض الكتاب مناسبة سنوية تسعى للكشف عن مستوى الثقافة والفكر في المملكة. ورأى ابن معمر أن الإقبال الهائل من المواطنين على المعرض، الذي يُصنّف ضمن أكبر معارض الكتاب على مستوى الشرق الأوسط، يجسد مدى العمق الثقافي الذي يتميز به السعوديون. ووصف القوة الشرائية في المعرض ب «العالية»، مشدداً «إنها ليست قوة استهلاكية، وإنما قوة غذائية للفكر والعقل على حدٍ سواء»، ومهنئاً وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل الطريفي، والمشرف على وكالة الوزارة للشؤون الثقافية المشرف العام على المعرض، الدكتور عبدالرحمن العاصم، على نجاح فعاليات دورة هذا العام التي حملت شعار «الكتاب .. رؤية وتحول». في الوقت نفسه؛ دعا ابن معمر كُتاب الرأي والمؤثرين في الوطن العربي والخليجي إلى التفاعل مع هذه المناسبة الضخمة والسنوية. ويصل عدد دور النشر الخليجية المشاركة في المعرض إلى 224 بينها 24 إماراتية و23 كويتية و4 عمانية و3 قطرية ومثلها في البحرين، فيما كان للدور السعودية نصيب الأسد خليجياً ب 167 داراً. وأجمعت الدور الخليجية على اعتبار المعرض، الذي تحلّ ماليزياً ضيف شرفٍ عليه، أحد أهم معارض الكتاب في المنطقة. وقال عددٌ من أصحاب الدور إن نسخة هذا العام شهدت كثيراً من التطوير على صعيد العرض والمشاركين وعدد الناشرين فضلاً عن «الكتاب الإلكتروني» والبرنامج الثقافي المميز المصاحب وما يستضيفه من مفكرين وكتّاب عرب. ولاحظ مندوب جناح وزارة التراث والثقافة العمانية، حمود العمري، أن القوة الشرائية في نسخة هذا العام عالية. وأوضح «نفدت في الأيام الأولى للمعرض مجموعة الكتب التاريخية (في الجناح) التي تتحدث عن تاريخ السلطنة وتاريخ القبائل في الخليج (الخليج بلدانه وقبائله)، فضلاً عن كتاب بريطانيا والخليج، وكتب الطب، وكتاب منهاج المتعلمين، وكتاب تسهيل المنافع في الطب والحكمة، وكتاب الماء، وكتاب مختصر فاكهة ابن السبيل، وكتاب الفلك والبحار». وبحسب العمري؛ فإن أكثر المقبلين على الشراء باحثون وطلاب جامعات. فيما أفاد مدير جناح قطر ومكتبة المجمعة، مصطفى كامل، بنفاذ سلسلة «شكيب أرسلان أمير البيان» في اليومين الأوليين للمعرض، فضلاً عن كتاب «تاريخ الدولة العثمانية» لكاتبٍ تركي، وكتب في اللغة والأدب والتاريخ. والكتب الإسلامية والتاريخية والثقافية تحظى بالإقبال الأكبر من الزوار إضافةً إلى كتب «الإنفوغرافيك» والإدارة والمشاريع، بحسب تأكيد مدير مؤسسة الدوسري للثقافة والإبداع، نزار خليل، المشارك عبر جناح البحرين. وشاركه التقييم مدير دار مسعى البحرينية للنشر والتوزيع، محمد النبهان، الذي أضاف أن القوة الشرائية عالية. وبزيادةٍ نسبتها 30 % مقارنةً بنسخة العام الماضي؛ بلغ عدد دور النشر الكويتية 23، حسبما ذكر مدير المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، سعد العنزي. وأرجع العنزي، وهو أيضاً مدير معارض دور النشر الكويتية، زيادة العدد إلى إقبال الزوار على الكتب الكويتية، مشيراً إلى تنوعها بين المعرفة الاجتماعية والسياسية والفكرية والثقافية والأدبية بما في ذلك الرواية والمسرح. وإجمالاً؛ يصل عدد الجهات المشاركة في المعرض إلى 550 (محلية وعربية وعالمية) من أصل 1500 تقدمت بطلبات مشاركة. وتتوزع الجهات المشاركة دور نشر ومؤسسات وهيئات ووزارات، مع أكثر من 1.8 مليون عنوان. وفي اليوم الأول لنسخة المعرض الحالية؛ شحن البريد السعودي 5 آلاف كتاب، محققاً رقمه القياسي في عدد الكتب المشحونة في يومٍ واحد منذ بدأ المشاركة في المعرض قبل 6 أعوام. وعدّ مدير المركز الإعلامي للبريد، هاني الشحيتان، شحن هذا العدد تعبيراً عن الثقة في مؤسسة البريد. وأكد «لم نحقق في مشاركاتنا السابقة هذا الرقم في أعداد الكتب المشحونة، ونتوقع مضاعفة الأعداد خلال الأيام المقبلة»، مبيّناً أن شعار مشاركة البريد هذا العام هو «كتابك يصل إلى بيتك»، إذ «نشارك بأسعار تنافسية شبه مجانية، فيما كانت خدمة التغليف مجانية». وفي دورة العام الماضي؛ شحن البريد، وفقاً للشحيتان، حوالي 45 ألف كتاب بزيادة نسبتها 62 % عن نسخة 2015 وبوزن يقارب ال 16 ألف كيلوجرام من الكتب «كما أننا تميزنا بدقة التسليم وبنسبة خطأ صفر، إذ لم يحدث أي خطأ ولم تتم إعادة أي طرد، وهو ما انعكس (إيجاباً) على عملنا هذا العام». أقبل نحو 85 ألف زائر على معرض الرياض الدولي للكتاب في أيامه الثلاثة الأولى، حسبما أفاد مستشار وزير الثقافة والإعلام والمتحدث الرسمي باسم الوزارة، هاني الغفيلي. واستقبل المعرض، الذي افتُتِح الأربعاء الماضي، 20 ألفاً و312 زائراً في يومه الأول. وبلغ العدد في اليوم الثاني إلى 33 ألفاً و471 وفي الثالث 31 ألفاً و189، ليصل الإجمالي إلى 84 ألفاً و972 في الأيام الثلاثة الأولى. واستفاد 3 آلاف و250 زائراً، في اليوم الثاني، من النقل الترددي بإجمالي 126 طلعة، فيما استفاد من الخدمة نفسها 7 آلاف و400 في اليوم الثالث بإجمالي 140 طلعة. على الموقع الإلكتروني للمعرض (riyadhbookfair.org.sa)؛ بلغ عدد الزوار في الأيام الثلاثة الأولى نحو نصف مليون زائر.