إلى كل نقي.. وصاحب قلب أبيض سماوي.. لك تنبعث الوصايا وهي تستمد من ضياء روحك وهجها وحروفها، ولك الإخاء والصفاء ومنك ومن أمثالك نغترف النقاء.. وحتى أكون مستبقاً لخطوات ومدركاً قبل الفوات.. ومسدداً للخانات.. أقول لك بلغة المحب الصادق وحسبي بها شفيعاً.. رأيت في هذه الحياة أناساً تعطيك بلا مقابل.. وتنصح لك دون انتظار ثمن وتسعى بأمرك رجاء لما عند الله.. ورأيت أناساً لا هم لهم إلا الوقيعة بين الناس.. قصرت بهم الهمة فأرادوا تعويضها بلا هدى. يقبحون لك الجميل ويضخمون صغائر الأمور لتكون في موضع الفزع ويوهمونك بالحق في موضع الباطل وبالباطل في موضع الحق يدفعونك لطلب الاستحقاق فيما لا يطاق.. ويتأخرون عن الشهادة لك به متى ما أقبل أمرك بالإشراق.. لهم أساليب لا تخفى على من عركته الأيام ولكن بها يخدع الطيبون، وكما قيل (لايخدع إلا الكريم) يكون بدء أمرهم زرع ألغام التشكيك في النوايا وتشويه المقاصد وكل ذلك بثوب الصديق المريد، فلا يشفون أبداً عما في نفوسهم؛فهم أضعف من المواجهة وأقل من المصارحة وأبعد عن المكاشفة.. يبثون الخطر بفكرة عبر فكرة حتى تجد لها مستأنساً في القلب والعقل ذات خدر، وللشيطان مداخله.. ومعظم النار من مستصغر الشرر.. جلدهم طويل لهذه المعارك التي لو وظفت لغايات سامية لبلغوا المصاف الأول.. ولكنها قلة الهداية والاهتداء. فلا يرون لهم وجوداً إلا بالتفرقة وإذكاء الفتن. والمباعدة بين المتآخين والوحشة بين المتحابين؛ فحاذر دون تخوين، وتنبه دون تهويل، فليس كل العسل حالياً فلربما دس السم فيه. فكن مع الله ولا تبال واحفظ الله يحفظك.. فالله خير حافظاً. نبضة ضياء: للأنقياء ذكاء فطري لا يغيب عنهم وإن قلت فيهم التجربة !