الحمد لله الذي حمانا ووطننا من الزلازل والأعاصير وكوارثها وما تسببه من خسائر بشرية واقتصادية. إننا حين نتابع إحدى تلك الكوارث على شاشات التليفزيون في الدول الأجنبية نرى كيف يتكاتف الأهالي لإنقاذ بعضهم بعضاً دون النظر إلى جنس أو ديانة أو لون من يقومون بإنقاذه، فالإنقاذ هو الهدف. كما أنه في حال حدوث حريق في منزل ما فإن الجميع في ذلك الحي يهبون للتطوع كل حسب مقدرته لبناء منزل جديد لذلك الجار. لن أستشهد بالأجانب فقط فلنا تجربة عظيمة في سيولجدة التي هي بالمناسبة ظاهرة طبيعية تتكرر في كثير من الدول وليست قصراً على دولة معينة ولا يعني هذا عدم أهمية وجود تصريف للسيول، لكن تلك الكوارث فوق طاقة أي نظام تصريف؛ فهي سيول منقولة تأتي فجأة وتدمر ما في طريقها حتى في وجود مسارات، ولكن ما أود الإشارة إليه هو تصرف الأهالي وعمليات الإنقاذ التطوعية وعدم النظر إلى أن هذا مواطن وذاك غير مواطن، أو أن هذا من هذا المذهب أو ذاك، بل إن الإنقاذ والتعاون هو فطرة بشرية وعمل نبيل. بعد هذه المقدمة فإننا حين ننظر للوضع الاقتصادي الراهن يجب أن نكون أعضاء فاعلين في عمليات الإنقاذ فكل خير يعود علينا جميعاً من تلك العمليات، ولعل أول ما نبادر به الآن هو تجنب التركيز على عوامل مشتتة؛ فالوطن للجميع وكلنا مسؤول عن الإنقاذ كلٌّ حسب مقدرته. لطالما كنت من المطالبين بتغيير إيجابي ومنح فرص تطويرية ومازلت، إلا أنني لا أنكر أن المشاريع الأخيرة التي قامت الدولة بإنشائها هي مشاريع إيجابية وجبارة ونفعها عظيم، ومن تلك المشاريع إنشاء هيئة لتوليد الوظائف وهيئة لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وهيئة للترفيه والهيئة العامة للثقافة وكذلك الهيئة العامة للرياضة، وكلها مشاريع وطنية بأهداف طموحة سيعود نفعها على الوطن والمواطن بشكل يفوق ما كان من مصدر البترول؛ لذا علينا الكف عن البكاء على اللبن المراق والتركيز بإيجابية على المشاريع المتاحة وتنمية عوائدها التي ستكون أكبر بكثير من عائد البترول على المواطن بالدرجة الأولى، وهي الخطوة الأولى في تحولنا من مجتمع استهلاكي إلى مواطنين منتجين ودولة منتجة. أرى ومن وجهة نظري المتواضعة أن الوضع الراهن محفز للمواطن لإيجاد أفكار إبداعية لإقامة مشاريع اقتصادية وإن كانت بسيطة. وعلينا العمل على نشر الوعي التنموي بين المواطنين وإيجاد فرص استثمارية سواء مستقلة بذاتها أو بمشاركة شركات أجنبية، كذلك تدريب المواطن تدريباً مجدياً للمرحلة الحالية، وكل هذا لا يمكن أن يكون دون التنسيق بين الجهات المعنية؛ فالتنفيذ الذي كان يتم في مراحل سابقة يختلف في أهدافه ولن يكون مجدياً الآن. تدريب الموارد البشرية المواطنة يتم من خلال تحديد أهداف تخدم المرحلة وأهمها تحفيز الفكر الإبداعي للمواطن لنمو اقتصادي وتدريب يحفز البحث عن الفرص الاستثمارية ودعم ذلك بتغيير السياسات الاقتصادية لتكون أكثر دعماً، والتركيز على مراعاة الجودة في الإنتاج للتمكن من المنافسة والاستمرار. هدف المقال هو أن نعيش الواقع ونستثمر أهم إيجابياته بدلاً من اللطم على برميل انخفض سعره. ولنردد ما يقال بالإنجليزية so .what