كشف رئيس طائفة تجار السبح في جدة جمال محمد الجهني، أن استهلاك السبح في المملكة لا يقل عن 20 مليون سبحة سنوياً، يتم استيرادها بالكامل من الخارج، فضلاً عن كونها الهدية المفضلة لقرابة 10 ملايين زائر سواء من الحجاج أو المعتمرين على مدار العام، الأمر الذي يستدعي أن يتم دعم التصنيع المحلي لهذا المنتج. جاء ذلك خلال مشاركة الجهني في واحة السياحة والتراث التابعة للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ضمن فعاليات «الجنادرية 31» والتي تهدف لإبراز القيمة الفنية والإبداعية التي يتمتع بها حرفيون من مختلف مناطق المملكة. وقال الجهني، وهو مهني معتمد من «بارع» في صقل الأحجار الكريمة وخراطة السبح، إنه بدأ العمل في هذا المجال منذ عقود، وتعلم فيها الحرفة بشكل ذاتي معتمداً في ذلك على حبه الشخصي للسبحة كواحدة من المقتنيات التي ارتبطت بذاكرة أجيال سابقة، واستمرت حتى اليوم، وسط إقبال كبير عليها من الشباب الذين يملكون أذواقاً متنوعة في اختيار السبح الخاصة بهم. وأضاف: يحتاج الجمهور أن يرى كيف تتم عملية صناعة السبحة بدءاً من اختيار أجزائها ومكوناتها وتشكيلها مع بعضها. وقال إن أياماً قليلة من التدريب كافية لتعلم أي شخص أن يصنع سبحته الخاصة، وقد يستطيع صناعة ثلاث سبح في يوم واحد في حال استخدم خامات معينة. في جانب آخر، شارك الفنان والحرفي أحمد المالكي بركن في واحة السياحة والتراث عرض فيه جوانب من أعماله في الحفر على الحجر والرخام أو ما يصفه ب «نحت التراث». وبعد مرور 20 عاماً على أول مشاركة له في الجنادرية، جاءت فرصة الحضور مع برنامج «بارع» لتمثل إضافة أخرى لمسيرة المالكي وهو خريج التربية الفنية والذي سبق له صنع كثير من الأعمال كذلك على الجبس والخشب والالمنيوم، منطلقاً من قناعته التي يخبرنا بها (يمكن تنفيذ أي عمل مهما كان حجمه، هناك أشياء كثيرة تستورد فيما نستطيع تنفيذها محلياً بسعر أرخص وبشكل مواكب لتراثنا وهويتنا). ويؤكد المالكي الذي شارك في معارض تشكيلية ويحمل شهادة الماجستير في مجال الفنون، أنه ظل رغم كل هذا شغوفاً بتجربة الاشتغال على أشكال تراثية، حيث يرى فيها قيمة جمالية خاصة ويصفها بالصنعة النادرة، كما يشير إلى أن تعلم هذه الحرفة أصبح أكثر أهمية في الوقت الحالي لاسيما مع توجه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني نحو دعم الحرفيين، وبوجود النظام الذي يطالب المؤسسات والجهات الحكومية باقتصار شراء إهداءاتهم التراثية على نتاج حرفيين سعوديين. كانت نشأة الحرفي صالح الخميس في بيت طيني تم ترميمه ليتحول فيما بعد إلى متحف الدرعية، ومن هذه التجربة الخاصة كان الارتباط بالتراث والتاريخ والمباني الأثرية متجذراً في روحه وشخصيته، قبل أن يتحول إلى حرفة في يديه، ليصبح بعد 25 عاماً من التعلم الذاتي والمشاركات الداخلية والخارجية، أحد أبرز الفنانين في مجال صناعة مجسمات البيوت الطينية القديمة، وقد كانت مشاركته مع برنامج «بارع» في المهرجان فرصة لتعريف الجمهور بهذه القصة. الخميس الذي يصف نفسه بأنه جزء من فريق «بارع» حيث سبق له الحضور مع البرنامج في عدد من الفعاليات، يؤكد على قيمة المشاركة في مهرجان بحجم الجنادرية، مشيراً إلى أن اللقاءات المباشرة مع الجمهور والمهتمين هي أحد العوامل الرئيسة لنجاح الحرفي وتطوير تجربته، بالنظر إلى ما تتمتع به الأعمال والفنون التراثية من قبول اجتماعي لدى الأفراد والعائلات على السواء.