في الأسبوع الأول من دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض أصدر أول مرسوم رئاسي بإلغاء قانون الضمان الصحي المعروف ب(أوباما كير)، ثم أتبعه بقرارات متلاحقة، كانت بمنزلة وعود انتخابية قطعها على نفسه خلال حملته الانتخابية للوصول للرئاسة، كما لو أنه أراد إرسال رسالة بأنه رئيس يفعل ما يقول وينفذ وعوده مهما صَعُبت. تكهنات كثيرة خرج بها المحللون السياسيون في الأوساط الإعلامية بالولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا، حول القرارات التي أصدرها الرئيس الجديد للولايات المتحدة والتي سيصدرها، وإذا كان المبدأ السائد الذي يعتمد عليه المحللون في تنبؤاتهم بما سيحدث من تغييرات في السياسة الخارجية الأمريكية، أن هذه السياسة لا يمكن لها أن تتغير بتغير الرؤساء، إلا أن الرئيس ترامب أراد أن يرسل رسالة كما ذكرنا بأن كل شيء سيتغير، بدليل أنه أقدم على إلغاء عدة قرارات اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. من أصعب القرارات التي اتخذها الرئيس ترامب ضمن قراراته الصادمة، القرار التنفيذي، الذي علق قدوم اللاجئين ويفرض قيوداً مشددة على المسافرين من سبع دول من بينها: سوريا، ليبيا، العراق، اليمن والصومال، يشمل من لديهم تأشيرات نظامية، وحَمَلة (الجرين كارد)، وهو من الوعود التي قطعها ترامب على نفسه في حالة فوزه بالرئاسة، واعتبره لحظة توقيعه القرار (هذا أمر ضخم)، وحمل القرار شعار (حماية الأمة من دخول إرهابيين أجانب إلى الولاياتالمتحدة)، إلا أن القرار أثار غضب واستنكار المنظمات الحقوقية في أمريكا وخارجها، وقد خرجت عدة مظاهرات في مطارات الولاياتالأمريكية حيث يحتجز عدد كبير من المسافرين العرب والمسلمين، وقد أعلن عدد من حكام الولايات التي حدثت فيها عدة اشتباكات بين الأمن والمنددين بقرارات الرئيس ترامب، التي اعتبر مسؤولون أمريكيون أنها تسيء إلى سمعة الولاياتالأمريكية وتحرج الأمريكيين في الخارج، كما أنها تتعارض مع القيم الإنسانية والدستور الأمريكي. بدا أن هذه الإجراءات والخطوات غير المسبوقة التي يقدم عليها رئيس منتخب في الأسبوع الأول من عمر دخوله البيت الأبيض، مخطط لها، حيث كانت من بين وعوده وما سيتخذ من قرارات فور تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة، ولم ينتظر مرور مائة يوم كغيره من الرؤساء بل كان أسبوعه الأول وبقدر ما وَقّع من قرارات على مكتب الرئاسة البيضاوي، بما يؤكد بلا شك أنه سيقوم بدور مختلف وبسياسة أكثر واقعية وصدق وصرامة، والرئيس ترامب بدا واثقاً كل الثقة من خطواته ومن قراراته التي تبدو في ظاهرها قاسية وغير نظامية، إلا أنها أكثر جدية ومنطقية، وسيصطدم، مما لا شك فيه، بكثير من المعارضات والانتقادات. لكن السؤال المهم حقاً هل ستتغير سياسة الولاياتالمتحدة في جديتها لمحاربة الإرهاب والقضاء على الصراعات والفوضى التي سادت منطقة الشرق الأوسط خلال فترة ولايتي سلفه الرئيس أوباما؟ وهل سنشعر بالتحسن الذي ينتظره العرب في معالجة الإدارة الأمريكية لكثير من القضايا ومن أهمها قضية الصراع العربي الفلسطيني؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام، أم أن غد ترامب مملوء بالمفاجآت!