قال الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية "إن الصراع الذي نخوضه اليوم يجري بين مشروع الأمة اليمنية الذي جسدته مخرجات مؤتمر الحوار والذي قام على ركائز العدالة والمواطنة المتساوية والنظام الجمهوري والدولة الاتحادية التي تحقق المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة والمدنية ومبادئ الحكم الرشيد، وبين مشروع العصابة الذي يقوم على الاستئثار بالقوة واحتكار الحكم باسم السلالة أو العائلة أو الجهة، ولا شك أن اليمنيين سينجزون مشروعهم وسينتصرون على منطق الاستعلاء البغيض". وأشار الرئيس هادي في مقال نُشر أمس بصحيفة 14 أكتوبر، إلى أنها كانت المرة الأولى التي يقرر فيها اليمنيون باسم الشعب نظامهم الجديد خارج الوصاية الخارجية أو الهيمنة الداخلية لمراكز النفوذ سواء كانت باسم السلالة أو العائلة أو الجهة. وأضاف هادي "ما إن خرجت هذه المخرجات إلى العلن إلا وخرجت الأفاعي من جحورها مستشعرة أن الإجماع اليمني سينزع عنها الغطاء الذي تدثرت به عبر العقود الأخيرة تارة باسم الثورة وتارة باسم الدين وأخرى بادعاء الوطنية". ولفت رئيس الجمهورية المقال الذي نُشر بمناسبة الذكرى الثالثة لمخرجات الحوار الوطني، إلى أن مخرجات الحوار الوطني جاءت لتعلن أن كل اليمنيين سواء وأن كل الأرض اليمنية سواء، وأن كل الجهات سواء، وأنه لا فضل ليمني على يمني إلا بما تقتضيه الجدارة والكفاءة وفِي ظل المواطنة المتساوية والعدالة. وقال هادي "تمر اليوم على شعبنا العظيم الذكرى الثالثة لاتفاق اليمن الاتحادي الجديد يوم اختتام مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإعلان وثيقته الوطنية الخالدة، ففي الخامس والعشرين من يناير من كل عام سيتذكر اليمنيون المناسبة الأغلى التي أنجزوا فيها أهم وثيقة كتبها الإنسان اليمني عبر التاريخ الحديث". ولقد كان يناير كريماً على اليمنيين، ففيه بدأت طلائع ثورة الشباب السلمية عام 2011 التي اكتملت في فبراير العظيم، وفيه أيضاً انتهت الأيدى اليمنية من كتابة سطور الوثيقة الأغلى التي صاغتها الأيدي اليمنية مجتمعة في صورة عزَّ لها نظير في التاريخ الحديث. لقد رسمت ثورة فبراير الصورة الحقيقية للإنسان اليمني، وكان مؤتمر الحوار الوطني يجسد الحكمة اليمنية التي جاءت باليمنيين من كل الأطراف ليكتبوا عقدهم الاجتماعي الجديد ويبحثوا في مؤتمر الحوار عن سبل الحكم الرشيد والدولة العادلة والنظام القويم وليطووا وإلى الأبد مشكلات أكثر من خمسين عاماً. واعتبر هادي أن وثيقة مخرجات الحوار الوطني أدركت بعمق أن الإقصاء والتهميش والاستئثار بالسلطة والثروة والمحسوبية والشللية والمناطقية كلها أمراض قاتلة للشعب وللتنمية وللحكم والدولة، ولذلك بنت أحكامها في شكل الدولة وصورة النظام السياسي بما يمنع هذه الأمراض ويحقق التنمية ويزيد معدلات الإنتاج، فالإنسان الحر هو الذي يحقق التنمية، والنظام العادل والمتكافئ يمنح الناس الفرص المتساوية ويحقق الرضا العام ويرفع معدلات السعادة. وقال "نحن عندما نعيد قراءة مخرجات الحوار الوطني بعمق واستبصار ندرك سر هذا الهوس المجنون من قِبل عصابات الانقلاب ومغامراتها الطائشة في الحرب المجنونة التي شنَّتها على اليمنيين، ذلك أن مشروع الدولة الجديدة سيقلم أظافر الإمامة وسينزع مخالب العائلة وسيورث الحكم للأمة اليمنية ويمنحها حق الاختيار الحر لقيادتها ومستقبلها بالطريقة التي تختارها دون وصاية من أحد". وأضاف أن الصراع الذي نخوضه اليوم يجري بين مشروعين بلا ثالث، مشروع الأمة اليمنية الذي جسدته مخرجات مؤتمر الحوار، والذي قام على ركائز العدالة والمواطنة المتساوية والنظام الجمهوري والدولة الاتحادية التي تحقق المشاركة في السلطة والتوزيع العادل للثروة والمدنية ومبادئ الحكم الرشيد، وبين مشروع العصابة الذي يقوم على الاستئثار بالقوة واحتكار الحكم باسم السلالة أو العائلة أو الجهة، ولا شك أن اليمنيين سينجزون مشروعهم وسينتصرون على منطق الاستعلاء البغيض. وختم هادي بشكر كل الدول الراعية وسفراء الدول ال18، وخص بالشكر الإخوة الأشقاء الذين اقترحوا المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية حرصاً منهم على حقن الدم اليمني، هذه المبادرة التي ساعدت على قيام مؤتمر الحوار الوطني ووثيقة المخرجات.