ثمة أصوات تقول إن نظرية المؤامرة، هي نظرية «مختلقة»، وأن «بلاد العرب» لا يُمكن لها أن تتطور إلا إذا «شالت» من رأسها هذه الفكرة! فبسبب هذه «الفوبيا» أصبحنا معقل الرجعية والإهمال في كل شؤوننا السياسية والاقتصادية والتنموية، ولا أخفيكم سراً بأن هذه الكلام فيه شيء من الصحة! فالعرب ينقصهم كثير من الإصرار والتخطيط للوصول بأوطانهم إلى مصاف الدول الآمنة المتقدمة المحترمة في جميع المجالات العالمية التي نتذيل ب «كل فخر» ترتيب مسابقاتها الرياضية والعلمية! لكن من جهة مقابلة لا يمكن لعاقل أن يُنكر «المؤامرة» التي تقودها إيران لزعزعة أمننا الداخلي، وأمن الدول العربية أيضاً، هذا واقع يجب أن نتعامل معه بشجاعة، فالعدو الأول لنا «ملالي إيران» بات يلعب على المشكوف، وأصبح يصرِّح بأن السعودية هي العدو الأول، رغم ذلك مازال خطابنا الإعلامي ودوداً، ويخجل أن يصف إيران بالعدو! والحرب ليست بالضرورة مواجهة مباشرة «جيش ضد جيش»، فمن الحروب الحديثة «الحرب الإلكترونية»، وإيران تُحاربنا بهذا الأسلوب بالفعل، وهي إحدى الوسائل العدوانية التي تشنها إيران لزعزعة استقرار الدول وتفكيكها، فلنرجع بالذاكرة قليلاً إلى الوراء، تعرضت شركة أرامكو إلى هجوم إلكتروني عطَّل 30 ألف جهاز كمبيوتر مكتبي، كما تعرضت جهاتنا الحكومية إلى هجمات إلكترونية ممنهجة أدت إلى تعطل أنظمتها عن العمل، ناهيك عن خلية التجسس التي قُبض عليها مؤخراً. إيران استعدت وبشكل جيد لمشروعها التوسعي، ولديها جيش إلكتروني يسمى كتيبة «الحرب الإلكترونية» مرتبط بالحرس الثوري، مهمته مهاجمة شبكة حواسيب الأنظمة، بهدف التجسس وسرقة البيانات السرية، أو تعطيلها! آخر الكلام تحذير هيئة الاتصالات لأجهزتنا الحكومية من التعرض إلى الهجمات الإلكترونية لا يكفي، يجب أن يكون لدينا نظام حماية يحمي أجهزتنا الحكومية من الاختراق الإلكتروني، فالبلد يزخر بالخبراء في المجالات الإلكترونية والحواسيب، إذاً لماذا لا يتم تشكيل فريق مهمته صد هذه الهجمات، وإن لزم الأمر المبادرة بتدمير أجهزة العدو الحاسوبية؟!