طمأنت أمانة المنطقة الشرقية، بأن جسر طريق الملك فهد في حفر الباطن «التأهيل الشامل» آمن، وتم تنفيذه بأعلى المواصفات الفنية، والإشراف عليه من قبل مكتب هندسي استشاري متخصص في الإشراف على الجسور. وقال رداً على استفسار «الشرق» بخصوص الفيديو المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن وجود تصدع في الجسر، إن إدارة المشاريع في البلدية قامت بمعاينة الجسر على الطبيعة، وأن الفاصل المشاهد والمشار له في الفيديو عبارة عن فاصل تمدد يُترك بين المنشآت الخرسانية. وأضافت «حتى عندما تتأثر الخرسانة والحديد بدرجة حرارة الجو يكون هناك مجال للتمدد والانكماش، ويكون هذا الفاصل عادة من 5 إلى 10 سم، على حسب نوع الجسر، وطبقا للمواصفات الفنية للجسور». وكان الفيديو المتداول أثار مخاوف أهالي محافظة حفر الباطن، وذكر المواطن الذي قام بتصويره أنه مر بالصدفة وشاهد التصدع على كامل الطريق، ووضوح الطريق من الأسفل من خلال الصدع، وناشد المسؤولين بالتدخل عاجلاً لمعالجة الأمر. من جهته، أشاد رئيس بلدية حفر الباطن نايف بن سعيدان، بحرص الجميع على ما يخدم الصالح العام، مبيناً أنه وجه إدارة المشاريع في البلدية فور مشاهدته مقطع الفيديو، بمعاينة الجسر على الطبيعة، وإفادته بالوضع الفني للجسر بشكل عاجل، وهل الفاصل المشار له في المقطع ناتج عن سوء تنفيذ، وهل هناك خطورة. وقال «تمت إفادتي من قبل إدارة المشاريع في البلدية بأن الفاصل المشاهد والمشار له في الفيديو هو عبارة عن فاصل تمدد يترك بين المنشأت الخرسانية، وحتى عندما تتأثر الخرسانة والحديد بدرجة حرارة الجو يكون هناك مجال للتمدد والانكماش، ويساعد تمدد بلاطات الجسر وانكماشها نتيجة لاختلاف درجات الحرارة (ارتفاع وانخفاض)، كما تساعد على امتصاص الحركة الاهتزازية الناتجة عن الحركة المرورية، ويكون هذا الفاصل عادة من 5 سم إلى 10 سم، على حسب نوع الجسر، وطبقا للمواصفات الفنية للجسور، ونطمئنكم بأن الجسر آمن، وتم تنفيذه بأعلى المواصفات الفنية وتم الإشراف على تنفيذه من قبل مكتب هندسي استشاري متخصص في الإشراف على الجسور». إلى ذلك، أصدر المجلس البلدي في حفر الباطن، بياناً توضيحياً عن نتائج أعمال اللجنة التي تم تشكيلها لمعاينة الجسر، وقدم شهادة شكر للمواطن محمد فريح الشمري على قيامه بدوره التنموي في تسليط الضوء على هذا الموضوع. وأوضح أنه رفع توصياته بشأن وضع الجسر الواقع على طريق الملك فيصل مع طريق الملك فهد في المحافظة، مبيناً أن اللجنة المشكلة لدراسة وضع الجسر والمكونة من أعضاء المجلس: المهندس فايز المحيني، والمهندس محمد المطيري، أنهت دراستها الفنية ومعاينتها الميدانية، وتسجيل ملاحظاتها المتعلقة بالوضع الفني للجسر ومدى خطورته. وقال إن الجسر من نوع الجسور الخرسانية سابقة الصب، ويوجد فيه ثلاثة فواصل، وكل فاصل بمسافة 5 سم ممتلئة بمادة بولميرية وهي مادة عازلة، الهدف منها السماح للخرسانة بالتمدد والانكماش عند تعرضها للحرارة والبرودة، إلى جانب ثماني دعامات خرسانية في منتصف الجسر. وأضاف أن توصيات اللجنة أكدت أنه لا يوجد شروخ إلا في منطقة منتصف الجسر، وباقي الفواصل الإنشائية للجسر سليمة، كما يوجد صدع في الفاصل الإنشائي رقم (2) الوسط بعرض 5 سم، ويقل عرض الصدع تدريجياً إلى أن يتحول إلى شرخ بطول 5 ملم حتى نهاية المسار الأيمن، وكذلك شرخ بعرض 5 ملم في الجانب الأيسر لمسار وسط الجسر. وتلخصت رؤية اللجنة في أن التشققات في الفاصل الإنشائي رقم (2) لها عدة أسباب من ضمنها: تعرض الفاصل الإنشائي لحرارة عالية أو برودة عالية، وأن الفاصل الإنشائي رقم (2) هو المنطقة الأضعف في الجسر وقد يتعرض لإجهاد عالي نتيجة تعرضه لقوة ضغط كبيرة نتيجة مرور الشاحنات الكبيرة، كما أن الدعامات الخرسانية للجسر قد تتعرض لضغط عالٍ من حركة مرور السيارات والشاحنات، ويحصل هبوط في التربة، مما قد يؤدي للضغط على الفاصل الخرساني رقم (2)، إضافة إلى أن الطبقة الإسفلتية على الجسر ليس لها علاقة بالتشققات. وأوصت اللجنة بأنه يلزم وقوف استشاري متخصص على الموقع ومعاينته، وتحديد أسباب المشكلة وعمل الاختبارات اللازمة، مع إلزام المقاول بمعالجة الوضع بناء على النتائج المقدمة له من الاستشاري، وبعد معالجة الخلل يتم زيارة الموقع مرة أخرى من قبل الاستشاري للتأكد من عمل اللازم، مع الالتزام بأعمال الصيانة الدورية للجسر، وكذلك وضع علامات إرشادية بعدم مرور الشاحنات التي تتجاوز الوزن المحدد الذي يقوم بتحديده الاستشاري حتى لا يحدث إجهاد للجسر مع مرور الوقت. وأكد المجلس أن الجسر لا يشكل خطراً في الوقت الحالي، وقامت بلدية حفر الباطن بإجراءات سريعة لإغلاق الجسر ومعالجة الخلل، كما تم الوقوف على الجهود التي بذلتها البلدية في الموضوع.