وصف أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الاستثمار في العنصر البشري بأنه من أسباب تقدم الأمم، وهو ما أولته المملكة العربية السعودية اهتماماً بالغاً منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – من خلال إيجاد الفرص التي تجعل من أبناء هذا الوطن قادةً للفكر، ورواد للحضارة وسواعد للبناء والنهضة، وقال «من هذا المنطلق فإن المبادرات الوطنية التي تسهم في نماء المجتمع وترابطه وبناء الوطن ونهضته أمر مُلح لاستكمال مسيرة التنمية التي رسمها قادة هذه البلاد، ومما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان السعودي ذو همة عالية وإصرار قوي وطموح يعانق عنان السماء ومبادرات خلاقة ومتميزة». جاء ذلك خلال تخريجه، أمس، الدفعة الأولى من متدربي برنامج «دافع» الوطني البالغ عددهم 1051 متدرباً ومتدربة، بحضور مدير جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل الدكتور عبدالله الربيش، ورئيس شركة أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وعميدة عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة الدكتورة نجاح القرعاوي، ووكلاء الجامعة، وعمداء الكليات والمراكز، وعدد من ضيوف الجامعة من الجامعات السعودية و ممثلي الجهات الحكومية الدفاع المدني، وذلك في القاعة الكبرى للمؤتمرات بالمدينة الجامعية. وأكد الأمير سعود بن نايف أهمية الدور المحوري الذي أوكل على عاتق المؤسسات التعليمية، في ظل التسارع الذي يشهده العالم من حولنا، الأمر الذي يتوجب علينا معه مضاعفة الجهود وتضافرها بين كافة أفراد المجتمع على احتواء أبنائنا وبناتنا الشباب الذين يمثلون النسبة الأكبر في وطننا الغالي والمحرك الحقيقي لعجلة التنمية، فيجب علينا المساهمة في تأهيلهم بالعلم وتحصينهم بالمعرفة. وأشار إلى أن مبادرة «دافع» الوطنية التي أطلقتها جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، والتي نجني ثمارها في هذا اليوم هي إحدى أهم المبادرات التي تُعنى بالجانب الإنساني لتأهيل أفراد المجتمع ليكونوا دروع سلامة بشرية تطوعية واعية، عالمية الأفق، دولية الخبرة، وطنية التوجهات لتحقيق الريادة في تحصين المجتمع وضمان السلامة المدنية بطرقٍ آمنة ووفق معايير جودة عالميّة، وأضاف «يحمل البرنامج في مضامينه عديداً من الرسائل السامية التي تتمحور حول المساعدات الإنسانية والتكاتف والتعاضد بين أبناء المجتمع الواحد، فضلاً عن تأهيل عدد كافٍ من أفراد المجتمع للاستجابة الفورية للمواقف الطارئة». ووجَّه الأمير سعود بن نايف كلمة لدروع «دافع»، قال فيها:» أنتم تمثلون الوجه الحقيقي للإنسان السعودي المبادر المحب للخير، وهذا ما توارثتموه عن آبائكم وأجدادكم، وما حثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف في مواطن كثيرة، وقال صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً». وأضاف «نحن فخورون بكم وبما أنجزتموه من تدريب وتأهيل في مجال السلامة، وسعيد جد بوجودي معكم اليوم في حفل تخريجكم كأول دفعة من هذا البرنامج المبارك، ولا يفوتني أن أوصيكم بتطبيق مفهوم السلامة في كافة ما يوكل إليكم من مهام والعمل جنباً إلى جنب مع الجهات المعنية بسلامة الأرواح والممتلكات». وقدَّم الأمير سعود بن نايف شكره لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل ممثلة في مديرها الدكتور عبدالله الربيش، «وأخص بالشكر عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة على تنظيمهم هذا البرنامج التطوعي التأهيلي، وأخص بالشكر عميدة العمادة الدكتور نجاح القرعاوي، على إصرارها وعلى ما تقدمه من روح صادقة وملحة لظهور هذا البرنامج حيز الوجود، كما أشكر الشريك الاستراتيجي شركة أرامكو السعودية على ما تقدمه لخدمة المجتمع في هذا البرنامج تحديداً وبرامج أخرى متعددة المجالات»، سائلاً الله العلي القدير أن يحفظ وطننا من كل مكروه، وأن يديم عليه نعمة الأمن والرخاء. من جانبه، رحَّب مدير جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل الدكتور عبدالله الربيش، بالأمير سعود بن نايف، مقدماً شكره له على تشريفه تخريج كوكبة من أبنائه طلاب وطالبات برنامج «دافع». وأكد أن الجامعة جزء لا يتجزأ من المجتمع، وأن علاقتها به هي علاقة الجزء بالكل، مبيناً أن غاية الجامعة الحقيقية ومبرر وجودها هو خدمة المجتمع الذي توجد فيه. وأوضح أنه تأسيساً على هذه الحقيقة، وفي إطار هذ التوجه، يأتي برنامج «دافع» الوطني خدمةً موجهة نحو مجتمع الجامعة ومحيطها لتدريب أكبر عدد ممكن من منسوبيها على مهارات دفع أخطار الكوارث وحماية الأرواح والممتلكات في حالات الطوارئ، وتعزيز روح العطاء وحس المسؤولية الاجتماعية لدى الطلاب والطالبات في الجامعة. من جهتها، رفعت عميدة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة في جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل، رئيسة فريق برنامج «دافع» الوطني، الدكتورة نجاح القرعاوي، التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، ولأمير المنطقة الشرقية، وللشعب كافة بمناسبة الذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم. وذكرت أن مبادرة «دافع» انطلقت ضمن خطط تفعيل المسؤولية المجتمعية لجامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل بهدف تحصين المجتمع بدروع سلامة بشرية وإهداء الوطن دروعاً مساندين لرجال أمنه، وقادرين على التعامل المهني مع ما يَعتريه من حوادث ومحن، وتخريج جيل على قدرٍ عالٍ من الوعي بأهمية الإلمام بمهارات التصدي للكوارث. وأضافت أن برنامج «دافع» بدأ عام 2014م تحت مظلة شراكة استراتيجية مع شركة أرامكو السعودية ورعاية فخرية من إمارة المنطقة الشرقية، قدّم عديداً من الحملات التوعوية والمئات من الساعات التثقيفية عن أهم الطرق الآمنة للتصدي للكوارث والحد من آثارها، ويحتفل بتخريج «1051» درعاً بشرياً فاعلاً في المجتمع، تلقَّوا تدريبهم خلال 45 دورةً تدريبيةً للسلامة من الكوارث، أي بما يزيد على «1125» ساعةً تدريبيةً تحت إشراف 20 مدرباً معتمداً من ذوي الخبرة والاختصاص، وتابعت «يحتضن مشروع دافع التأهيلي أكثر من 50 ملهماً وملهمةً لتأهيلهم كمدربين وسفراء له بهدف نقل وتوطين الخبرة والتوعية بعد أن قدموا أكثر من 1350 ساعةَ دعم فكريٍ ومعنويٍ ومعرفيٍ للمتدربين، كما يضم مشروع دافع التطبيقي أكثر من 184 فكرة تطبيقية يمكن لها أن تتحول إلى حلولٍ فاعِلة وآليات مبتكرة تسهم في تعزيز جانب السلامة وحماية الأرواح ودفع أخطار الكوارث».