يعلم الله أنني لم أنوي الكتابة، فالكتابات كثيرة، والحرائق أكثر، والسرقة حصلت ولا حياة لمَنْ تنادي، لكن عندما قرأت الخبر ضحكت بشدة لدرجة البكاء. أعتقد أن جازان محسودة، ووجبت لها وعليها القراءة. الحرائق تتبعها سرقات، ولا نعلم المقبل! حاولت جاهداً كما يقال في العامية أن «أرقِّعها» لكن مع الأسف «ما تترقَّع»، فببساطة الشق أكبر من الرقعة، وإذا حاول أحدهم ترقيعها كما جرت العادة، وأحضر مرقِّعاً محترفاً يضاهي ليونيل ميسي في كرة القدم، فلن يستطيع فالمصيبة هذه المرة كبيرة، صعبة وقوية، وربما سنضطر إلى التضحية بالخيط والرقعة والإبرة وربما بميسي. الحال كما يقول المثل: «قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة». ويمكن «جت الحزينة تفرح ملقيتلهاش مطرح». وإلى أن يتم إيجاد الجناة دعونا نجد مخرجاً ونستبق النتائج، ونتهم النحس، ونردد: المنحوس منحوس ولو علقوا على بابه «راسه» فانوس. فبعد الحريق الشهير ووفاة كثيرين «مصرع 25 شخصاً»، وطول انتظار، جاء الدور على اللصوص الذين لم يكتفوا بكل ما حدث لمستشفى جازان العام، بل «زادوا الطين بلة»، حيث خططوا و»تكتكوا»، واستغلوا إجازة الأسبوع «وحتى لو فعلوها في يوم آخر فربما لا من شاف ولا من دري والله بالسر عليم»، لكنهم أدركوا أن الاحتياط واجب، فعبثوا بكاميرات المراقبة، وفي رواية أخرى أزالوها، وسرقوا بعض محتويات المستشفى من المعدات والأجهزة الطبية وغير الطبية التي تقدر قيمتها بملايين الريالات. أهالي جازان لم يعد في قاموسهم «يوم لك ويوم عليك»، بل أصبحت كل أيام المرض عليهم، فمذ شهور وصحة كثير منهم «كلها بصل»، ولم يعد للعسل مكان، وبعد الحريق أصبح لسان حالهم: «يا نحلة لا تقرصيني ولا أسألك عسل» عزيزي الحرامي: لست وحدك سارقها، فهم كثر ولكن لا شيء نعرفه عنهم!