استعرض الجيش الصيني قوته قبل أقل من شهر على تنصيب دونالد ترامب رئيساً، مع إبحار حاملة الطائرات الصينية الوحيدة نحو المحيط الهادئ واختبار مقاتلة جديدة، في وقت تشهد فيه العلاقات مع الولاياتالمتحدة توتراً بشأن تايوان. وبفارق بضعة أيام أعلنت الصحف الصينية أن حاملة الطائرة لياوننغ تبحر للمرة الأولى إلى المحيط الهادئ، وأن مقاتلة جديدة إف سي-31 قامت بأول طلعة اختبارية. وتأتي هذه التدابير في وقت تستعد فيخ بكين لوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الذي لم يوفر الصين من انتقاداته منذ انتخابه مطلع نوفمبر. وازداد التوتر بين بكينوتايوان بعد اتصال هاتفي بين رئيستها والرئيس الأمريكي المنتخب. وتمنع الصين على الدول التي تقيم علاقات معها الاتصال رسمياً مع تايوان التي تعتبرها مقاطعة تابعة لها. وصبَّ ترامب الزيت على النار بإشارته إلى تقارب محتمل مع تايوان، في حين لا تستبعد بكين اللجوء إلى القوة لفرض سيادتها على الجزيرة. في هذه الأجواء، فإن التمارين التي تجريها حاملة الطائرات التي اشترتها بكين من روسيا، مقلقة، خصوصاً أن السفينة التي تواكبها عدة قطع حربية لم تبحر أبداً في المحيط الهادئ منذ دخولها في الخدمة في 2012. وبعد الإبحار في المحيط جنوباليابان، وصل الأسطول إلى بحر الصينالجنوبي بحسب وزارة الدفاع التايوانية التي راقبت عبور حاملة الطائرات الأحد قبالة سواحلها. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة أن هذه المناورات سبقتها تمارين «على التموين والاشتباك في الجو». ومنتصف ديسمبر أعلنت البحرية الصينية أن حاملة الطائرات أجرت أول تدريباتها بالذخيرة الحية خصوصاً بإطلاق عشرات الصواريخ. وتؤكد بكين أن هذه التمارين المقررة منذ فترة، روتينية، لكن الصحف الصينية ذكرت أن حاملة الطائرات مستعدة للقتال، وأن حاملة طائرات أخرى من إنتاج صيني قيد البناء. وكتبت صحيفة «غلوبال تايمز» أن «حاملات الطائرات أدوات استراتيجية تستخدم لإظهار قوة الصين إلى باقي العالم». وأضافت الصحيفة القريبة من النظام الشيوعي «إذا تمكن الأسطول من الإبحار في المناطق التي تكون للولايات المتحدة مصالح حيوية فيها فهذا سيغير الوضع الذي يمكن فيه لواشنطن الضغط على الصين من جانب واحد». في الأثناء على بكين تسريع وتيرة بناء حاملات طائرات أخرى و»التفكير فوراً في إقامة قواعد تموين في أمريكاالجنوبية». وإضافة إلى البحرية، تحاول بكين تحديث سلاح الجو الصيني. وقالت صحيفة «تشاينا دايلي» أمس، إن الصين اختبرت للتو في الجو نوعاً جديداً من المقاتلات الشبح، النسخة المحدثة لطائرة إف سي-31 المعروفة سابقاً بجاي-31. ويمكن للطائرة نقل ثمانية أطنان من الأسلحة خصوصاً، ستة صواريخ على متنها وستة تحت جناحيها. وقال ديفيد كيلي من مكتب «تشاينا بوليسي» للأبحاث والاستشارات ومقره بكين، إن واشنطن غير قلقة لتطوير الصين أسلحة، وهي تملك حوالي 10 حاملات طائرات في الخدمة وشبكة قواعد بحرية في العالم. وأضاف الباحث أن الصين تعتبر أن حاملة الطائرات هي أولاً «رمزية وللخدمة الداخلية». وتابع «إنها لا تطرح أهمية استراتيجية. لكنها تذكر للولايات المتحدة أن للصين قوة ضغط في المنطقة».