لأن الكلمة الجميلة موسيقى عابرة في حركة الزمان، والموسيقى صوت يتحدى عوامل الوقت والزمن، ولأن الكلمة وليدة الجمال، لذا فإن القصيدة والصورة توأمان يعكس أحدهما الأخر، من هنا انطلق معرض شكل 2 في نسخته الثانية على هامش مهرجان بيت الشعر الثاني دورة الشاعرة فوزية أبو خالد ليضم بين أركانه 21 عملاً تعددت بين التشكيل والصورة الفوتوغرافية وفن الفيديو، جميعها تترجم كلمات 21 شاعراً هم شعراء مهرجان بيت الشعر، في تجربة جديدة في المنطقة تتداخل فيها لغة القصائد الشعرية مع لغة الصورة والشكل واللون في نُسخ للأعمال تمت طباعتها على اللوحات مع القصائد التي تناسبها وتعبر عنها، يَعبر من خلالها الشعر بعده الأتي من خلال فلسفة الصورة واللون الثابتة، وجاءت الأعمال متباينة ومتنوعة بين التعبيرية والتجريدية والواقعية الكلاسيكية وبين الأعمال الرقمية الحديثة، بينما انفرد عمل الفنان زمان جاسم بعرض إبداعي منفرد أطل على الجمهور من خلال «نافذة فوزية» الشخصية المكرمة بالمهرجان ليحلق مع المتلقي من خلاله بين عالم الشكل والكلمة في عرض فني مرئي لا تتعدى مدته الدقيقة، ولأن كل الفنون زمانية كانت أو مكانية تلتقي في نقطة ما ترتقي من خلالها زاوية الرؤيا في نقل ما نراه أو نسمعه إلى مقام فني وجمالي خصب وكثيف، ومثمر؛ لذا فإن تقديم كل ما سبق يعتمد على الخبرة والتجربة، وانطلق معرض شكل 2 في عامه الثاني مصاحباً لمهرجان الشعر في دورته الثانية بأسلوب متجدد وعصري ليواكب ترجمته للكلمة الشعرية جامعاً تحت سقفه فنوناً عديدة ليتخذ منها المتلقي جناحاً آخر للانطلاق نحو العملية الإبداعية و بقائها في الذاكرة. حيث قدم الفنان والشاعر البحريني محسن المبارك بعرض فني تفاعلي بعنوان «عيون بلا عيون» يزاوج فيه بين البوب آرت والأعمال التركيبية وإعادة التدوير، ويعد العمل امتداداً لسلسلة أفكار قدمها المبارك مستخدماً ألوان الأكريلك وبعض الخامات. لما تجاوزنا ليلةً، أظلّنا جمالُ ليلة، كعِقد نجومٍ بهيج، عشاق الشعر، مساء أمس السبت كانوا مع كوكبة زاهرة من الشعراء، أبحروا معهم حيث أبحر خيالهم، حيث استهلت الأمسية بعزف على آلة القانون صاحب الشعراء الفنان سلطان العشي بالعزف طوال الأمسية التي استهلها الشاعر السعودي أحمد كتوعة، حيث قرأ «بيان ضد الشعر، ظهيرة مكتظة، مياة ضحلة، طائر بوقوفسكي الأزرق، نفاذ، تمثال، ثقب». وقرأت الشاعرة الإماراتية نجوم الغانم، نصوصاً شعرية منها «متاهات، قلب العالم، بالأمس، ذهبنا للغياب، حيث تركناه البارحة». وقرأ الشاعر المصري خالد السنديوني، بعضاً من نصوص دواوينه «شاعر، تمثال، شعر، إرث، أريكة، سماء زرقاء». وقرأ الشاعر السوداني محمد عبدالباري، القصائد الشعرية «شبه يكاد، الأصدقاء، الحمامة». وقرأ الشاعر السعودي الدكتور محمد حبيبي «نديم، الصورة، قبلة، عضة، فواحة، بيت». وقرأت الشاعر السعودية أبرار سعيد، وأحد الفائزين بمسابقة الكتاب الشعري الأول في بيت الشعر «أحلام، على جدار السكين، الذهاب إلى الوراء، ميلانا رقم 4، انجراف، كلمة بيضاء، قطار ينزلق إلى الخلف».