لا أعلم ماذا حدث خلال السنوات الأخيرة في (تعليم) جدة، إعلام يبدو أنه راضٍ كل الرضا عن تلك الإدارة، ومسؤولون يكيلون المديح لفرق عملها. لا شك أن هناك شيئاً مختلفاً، فتلك الإدارة حصدت 70 % من جوائز وزارة التعليم خلال العامين الأخيرين، كان آخرها وسام الجودة والتميز والمركز الأول للعام الثاني في الأداء المتميز على مستوى إدارات التعليم في المملكة، والميدالية الفضية في منافسات أولمبياد البلقان للناشئين، وكذلك المركز الأول عالمياً في مسابقة (الروبرت) في النمسا، وذات المركز في المسابقة الدولية للرياضيات الذهنية والمقامة في هونج كونج، ومسابقة الموهبة والإبداع، والثالثة في مسابقة (اكماك) الدولية إضافة إلى تكريم من ملك السويد كارل جوستاف الرئيس الفخري للصندوق الكشفي العالمي، لحصولها على درع التميز وشهادة في مجموع عدد الساعات لمشاريع رسل السلام المنفذة. لم تقف إدارة تعليم جدة عند نيل الجوائز والتكريم المتكرر – اللهم لا حسد – بل قدمت نموذجاً متميزاً في تسهيل إجراءات خدمة العملاء من خلال تخصيص (الإثنين) للالتقاء بمديرها العام وجها لوجه في صالة استقبال الجمهور – دون وساطة – واستحداث أجهزة الخدمة الذاتية في جميع أقسام ومباني مكاتب تعليم البنين والبنات؛ بهدف إنجاز معاملات المراجعين، وتوزيع صلاحيات تلك الإدارة على مكاتب التعليم في الأحياء، وهو ما يعد جزءاً من تطبيق رؤية التحول الوطني والجودة التي يطمح قائد (تعليم) جدة في ترسيخها خاصة بعد حصول إدارته على شهادة الأيزو 9001، وحصوله شخصياً على سفير الجودة من الدرجة الأولى من قبل وزير التعليم ومعاملته كمدير عام منطقة بعد موافقة مجلس الوزراء على نيله المرتبة 14. عبدالله بن أحمد الثقفي، الذي يحلو له مناداته دون ألقاب لم يهبط مديراً ب (البراشوت) كما يحدث غالباً في إدارات مؤسساتنا الحكومية، بل بدأ معلماً وتدرج مشرفاً تربوياً فمساعداً، فمديراً عاماً لتعليم جدة – وفي اعتقادي – أنه هنا يكمن سر نجاح تلك الإدارة، فالعارف بشؤون وخبايا عمله والمتمكن من قيادة فرق العمل والمغمور بالطموح يستطيع أن يصنع من المفك الصدئ ما لا يستطيع أن يصنعه الكسول من متجر مليء بالأدوات الجديدة.