اختتمت جامعة أم القرى وشركة وادي مكة للتقنية يوم أمس فعاليات ونشاطات الدفعة الرابعة من برنامج "مسرع الأعمال" بالإعلان عن تتويج أحد عشر مشروعاً تجارياً رائداً، وإطلاقها لدخول الأسواق التجارية بعد استيفائها كافة الشروط. وحضر المشاركون والمشاركات بالإضافة إلى منظمو البرنامج في الجلسة الختامية التي أقيمت بالغرفة التجارية بمكةالمكرمة يوم أمس لتلقي شهادات التكريم من إدارة البرنامج ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس، ووكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي. البرنامج الذي يعد أحد أنشط بيئات تحفيز وتسريع الأعمال الريادية بالمملكة، يهدف كما قال معالي مدير الجامعة الدكتور بكري عساس إلى ضخ فكرة الابتكار، وتحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي ومنتج لا يقف عند حدود الفكرة فقط. وقال عساس في كلمته التي ألقاها على الحضور بأن الجامعة أرادت من البرنامج أن يعلي من روح الابتكار والإبداع لدى الطلبة والطالبات فهي من ناحية مطلب شرعي، إضافة إلى رفع روح الابتكار والمبادرة لدى الطلبة، وكانت النتيجة إقبالاً فاق التوقعات في الدفعات الأولى، وبراءات اختراع وشهادات ملكية فكرية بالعشرات والمئات، لكن هذا لم يكن فقط الطموح والتحدي أمام هدف الجامعة من البرنامج والمتمثل في تحويل هذه البراءات والابتكارات إلى منتج تجاري ناجح ملموس، بدلاً من أن تظل مجرد أفكار حبيسة أدراج المكاتب أو شهادات مؤطرة. المساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد بشكل فاعل وملموس هي مقياس نجاح منتجات البرنامج ومخرجاته كما قال عساس الذي ختم كلمته بتوجيه رسالة هامة للمشاركين من الطلاب والطالبات قال فيها بأن الزمن الذي يتخرج فيه الطالب وينتظر من أمه الحنونة المسماة "الوطن" قد انتهى وولى أن توجد له وظيفة قد انتهى، فالشبان والشابات السعوديات قد أثبتوا للعالم كله بأن لديهم من الريادة والإمكانات والقدرات وحس المبادرة ما يضعون به بصمتهم الخاصة، ويبتكروا بأنفسهم أعمالهم الخاصة، ويصنعوا بأنفسهم الوظائف لغيرهم، وهو ما يثبته يومياً المشاركون في هذا البرنامج. من جهته كشف وكيل جامعة أم القرى للأعمال والإبداع المعرفي، الدكتور نبيل كوشكك أن التحدي الأكبر لحاضنات الأعمال والمسرعات وجميع البرامج الموجهة لتحفيز الأفكار الإبداعية والريادية لدى الشباب ليس نجاحها في زيادة عدد براءات الاختراع أو الابتكارات بحد ذاتها، ولكنه تحويل هذه الأفكار إلى منتجات مجسدة وواقعية يمكن الإفادة منها. وأضاف كوشك بأن الجامعة عند تبنيها لمسرع الأعمال قامت بدراسة وافية ومستفيضة لكل المسرعات النشطة والأكثر كفاءة في العالم، ومن خلال دراسة أفضل الممارسات قررت الجامعة إقامة مسرع للأعمال لأنها أفضل جهة يمكنها القيام بذلك، وكان الهدف هو تحويل الأفكار إلى شركات ووجدت الإدارة بأن أفضل طريقة لذلك هي بأن يكون القائمين على هذا البرنامج ومنفذيه رواد أعمال بالفعل، وهو ما تم بالتعاون مع شركة وادي مكة للتقنية التي تتولى تنفيذ البرنامج بدعم وإشراف الجامعة. وقال كوشك "نتعلم أكثر ونطور الأداء من خلال كل دفعة تمر، ونحن فخورون بمشاهدة نماذج براءات اختراع، وابتكارات شبان وشابات سعوديون يفخر بهم الوطن وبمساهماتهم وإبداعاتهم ونجاحهم في تحويل أفكارهم إلى ابتكارات تثري المجتمع، ومن مجرد تحديات إلى فرص توفر خدمات إيجابية وناجحة لمجتمعهم" جدير بالذكر أن المشاريع الأحد عشر المتأهلة للدخول إلى الأسواق يمكنها الحصول على تمويل من خلال كرسي المعلم محمد بن لادن للإبداع وريادة الأعمال يصل إلى 20 مليون ريال سعودي، يتم من خلاله منح التمويل لإطلاق المشاريع المتأهلة من الدفعة الرابعة، والتي أثبتت نجاحها وجاهزيتها، وحصلت على شهادة المدربين بذلك من خلال انتاجها نماذجها الأولية لمنتجاتها. الجلسة الختامية شهدت أيضاً معرضاً تفاعلياً للمشاريع والشركات الريادية التي تم تخريجها، والإعلان عن بدء التسجيل لبرنامج محطات ريادة الأعمال الصيفية الذي تنظمه الجامعة، وشركة وادي مكة للتقنية في فترة العطلة الصيفية، وهو متاح لطلاب وطالبات الجامعة إضافة إلى 10 مقاعد إضافية سيتم توفيرها لغيرهم من الشبان والشابات الراغبين في الاستفادة من البرنامج، الذي يهدف إلى بناء الفكر الريادي، وتمكين المشاركين من المهارات العملية المطلوبة في عالم ريادة الأعمال، وتتضمن محطات: "الإبداع، الإبتكار، الإعداد، ومحطة السوق، والمال، ومحطة الجوهر".