لم يخرج أحد من مدينة حلب حتى عصر أمس وذلك بعد قيام الميليشيات الإيرانية الجمعة بعدم السماح لهم بالمرور إلى ريف حلب الغربي، وذلك لإقحام شروط جديدة ضمن الاتفاق الروسي والتركي، حيث تم توقيع اتفاق جديد مع الثوار والأتراك من جهة والروس والإيرانيين من جهة أخرى على إخلاء كامل المدنيين في الأحياء المحاصرة ونقلهم إلى الريف الغربي، وإجلاء الجرحى وعدد من المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا إلى مناطق سيطرة النظام وفي المقابل أيضا نقل الجرحى والمصابين وعدد من المدنيين من مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين إلى محافظة إدلب، ولكن هذا الاتفاق لم يتم تنفيذه بعد. وانتظر آلاف من المدنيين والمقاتلين أمس وسط برد قارس وظروف إنسانية مأساوية استئناف عملية إجلائهم من مدينة حلب غداة تعليقها، في وقت حضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المعنية على التوصل إلى اتفاق ل»إنقاذ آلاف الأرواح». وأكد المسؤول عن ملف التفاوض من جانب الفصائل المعارضة التوصل إلى اتفاق لاستئناف عمليات الإجلاء، في حين قال مسؤول عسكري سوري إن الاتفاق «لم يتبلور بعد» غداة تعليق تنفيذه الجمعة. وأمضى الآلاف من السكان وبينهم عدد كبير من الأطفال ليلتهم في الشوارع أو داخل المنازل المهجورة الفارغة من أي أثاث، حيث افترشوا الأرض في ظل تدني الحرارة إلى 6 درجات تحت الصفر، وفق ما أفاد مراسل الوكالة الفرنسية. وقال إن السكان يعانون من إرهاق وتعب شديدين عدا عن الجوع والعطش، ويقتات معظمهم على التمر ولا يجدون حتى مياها ملوثة للشرب. وبحسب وكالة رويترز اتهم مسؤول في حركة أحرار الشام السورية المعارضة إيران ومسلحين تابعين لها بتعطيل اتفاق إجلاء مدنيين محاصرين في حلب. وقال منير السيال رئيس الجناح السياسي للحركة إن إيران تصر على السماح بخروج أناس من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين قبل السماح باستئناف عمليات إجلاء سكان حلب. وقال السيال «إلى هذه الساعة تنتهز إيران وأدواتها الطائفية الحالة الإنسانية لأهلنا في حلب المحاصرة ويمنعون خروج المدنيين من حلب حتى يتم إجلاء مجموعاتهم من الفوعة وكفريا». وقال السيال إن تأكيد موسكو بأن معظم المدنيين غادروا بالفعل حلب يظهر أنها تحاول التملص من مسؤولياتها في الاتفاق. وقال إن الآلاف من المدنيين الذين يعانون البرد والجوع يحتاجون للإجلاء في أقرب وقت ممكن. وأضاف السيال قائلا «روسيا فشلت في ضبط الميليشيات الطائفية في حلب لإتمام الاتفاق وعليها الالتزام بتعهداتها». وبحسب الأممالمتحدة، لا يزال نحو 40 ألف مدني عالقين في حلب وما بين 1500 إلى 5 آلاف مقاتل مع عائلاتهم. وكان عدد كبير من السكان توجهوا الجمعة إلى حي العامرية للخروج ضمن الحافلات، وعمد كثيرون إلى إتلاف ما كان متوافراً في منازلهم باعتبار أنهم لن يعودوا، ليفاجأوا إثر ذلك بتعليق تنفيذ الاتفاق. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان أمس أن الآلاف من الناس انتظروا «طوال الليل في البرد القارس بالقرب من خط المواجهة، وفي خوف دائم وجزع» في شرق حلب. وطالبت رئيسة بعثة اللجنة إلى حلب ماريان غاسر «الأطراف على الأرض أن يبذلوا كل ما في وسعهم لإنهاء هذه الحالة من الترقب والقلق.. ونرجو أن تتوصلوا إلى اتفاق وأن تساعدوا على إنقاذ آلاف الأرواح». وأضافت «نحن على استعداد لاستئناف تيسير الإجلاء.. لكننا نتوقع الآن من جميع الأطراف على الأرض أن تقدم لنا ضمانات قوية من أجل استمرار هذه العملية».