(عاجل.. الليلة من الساعة 12:30 بعد منتصف الليل وحتى الساعة 3:30 صباحاً تشهد الأرض بمشيئة الله دخول أشعة كوزمو من خلال كوكب المريخ، لذلك أطفئوا هواتفكم النقالة لهذه الليلة ولا تجعلوها قريبة منكم وقت النوم لأنها أشعة خطيرة جداً .. المصدر: أخبار وكالة ناسا الفضائية/ بي بي سي BBC الرجاء نقل الخبر لكل شخص مهم لديك… كما وصلني..). قرأت هذا المنشور، بلا مبالغة، وعلى مدى ثلاثة أعوام، عشرات المرات وفي مواقع تواصل مختلفة ومن مصادر مختلفة، ومن مختلف العقول والأفهام ومازال يصلني إلى اليوم! وفي كل مرة يصلني هذا المنشور أتعجب من صموده العجيب وبقائه حياً يُرزق حتى الآن! فعلى الرغم من أننا لم نسمع عن أشعة كوزمو من قبل ولا نعرف إن كان لها صلة بالأجهزة النقالة أم لا، إلا أننا – عيني علينا باردة – نخشى على أحبابنا من خطورتها.. ما هي خطورتها علينا؟ كم جرعة نحتاج؟ تحت الحمراء أم فوق البنفسجية؟ لا أحد يتحرى عن ذلك ولا أحد يريد أن يعرف. يبدو أنك إذا أردت نشر معلومة، بغض النظر عن التأكد من مدى صحتها أو عدمها، ما عليك إلا أن ترفق معها ثلاث تروجانات لتضمن لها الاستمرارية في وسائل التواصل مدى الحياة. هذه التروجانات الثلاث اسمها: عاجل/ الرجاء نقل الخبر لكل شخص مهم لديك/ كما وصلني. سأحاول على عجالة إقناعكم بأن تلك المنشورات التي نتداولها لا تكتب بعشوائية كما يظن بعضنا، وإنما باحترافية تامة لنبقى غارقين في أفلاك أخبار مغلوطة ندور في ظلماتها كأقمار صناعية ميتة تجتر أخباراً قديمة. هل تعلم أن كلمة (عاجل) تتمتع بجبروت هائل يمكنه قتل الرصانة والحكمة في داخلك لتصبح بعدها كالذي يسمع صفارة إنذار وهو الدور الأرضي في بناية فيندفع خارجاً غير عابئ فيما لو كان إنذاراً خاطئاً أم لا؟ وهل تعلم أن عبارة (الرجاء نقل الخبر لكل شخص مهم لديك) تحمل جرعة وجدانية عالية يمكنها أن تحرك النقطة الأعمق في داخلك، منطقة الحب الأسمى، منطقة حبّك لأهلك ووطنك وربعك..؟ وهل تعلم أن عبارة (كما وصلني) تعمل لديك عمل صمام الأمان الذي يخرجك من دائرة الإحساس بالذنب بعد نقل الأخبار المسيئة والمكذوبة إلى دائرة (هم الذين قالوا)؟؟ وتريدون بعد ذلك ألا نبقى حبيسي إعلان أشعة كوزمو الساقطة علينا من السماء كالوباء المستعجل؟ وتريدون ألا نطفئ هواتفنا النقالة في تلك الليلة لنطمئن على سلامة أحبابنا منها؟!! ولكن ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال؟؟ «في أي ليلة سنقوم جميعاً بإطفاء هواتفنا لنخلص من أشعة كوزمو وننام بسلام»؟