شيعت جموع غفيرة في قرية العكرة بمحافظة الطوال، أمس، شهيد الواجب الجندي تركي حسن محمد عكور، والذي استشهد دفاعاً عن الوطن على الحد الجنوبي إثر اشتباكات مع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي صالح على الشريط الحدودي. وكان محافظ الطوال رزاح الدوسري أدى، أمس، بحضور مدير شرطة منطقة جازان اللواء ناصر الدويسي، وعدد من الضباط من قوة جازان، وجموع من المصلين، صلاة الميت على الشهيد، في جامع الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن عبدالعزيز بقرية العكرة، عقب صلاة عصر أمس. وقدم الدوسري تعازي أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر لأسرة الشهيد، سائلاً الله تعالى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. كما نقل اللواء الدويسي تعازي ومواساة القيادة الرشيدة لذوي الشهيد ولأسرته في قرية العكرة. وقال حسن عكور «والد الشهيد»، «نحمد الله سبحانه وتعالى على قضائه وقدره؛ فنحن راضون كل الرضا؛ لأن ابننا مات بطلاً شهيداً في ميدان الشرف والعزة والكرامة من أجل الدين والوطن». وأضاف «لقد سجل اسمه ضمن الأبطال الذين ضحَّوا بأرواحهم ودمائهم في سبيل أمن الوطن واستقراره وحمايةً لحدود المملكة، لينال الشهادة وهو يدافع عن أرض الحرمين الشريفين بكل قوة وشجاعة». أما خال الشهيد الشيخ علي بن شيبان العامري رئيس محكمة الاستئناف بجازان، فذكر أن الشهيد مات مدافعاً عن وطنه، مقبلاً غير مدبر، وقال «هو مصدر فخر لنا جميعاً، ونرفع أكف الضراعة بأن يتقبله الله من الشهداء، وأن يغفر له ويرحمه رحمة واسعة». وتحدث أخو الشهيد علي «الإعلامي بصحيفة المدينة»، عن فخره باستشهاد أخيه وقال «الحمد لله والشكر على قضائه وقدره، والحمد لله أنه استشهد وهو يحمي تراب الوطن، وأفتخر أنا وعائلتي وكافة أسرتي بأنه استشهد وهو يدافع عن الدين والمليك والوطن، ونسأل الله له المغفرة». وأضاف أن شقيقه تعرَّض قبل ذلك لإصابة أثناء وجوده على الحدود للقيام بمهامه العسكرية، لكنه كان يصر على العودة بعد الانتهاء من فترة علاجه إلى الميدان ليموت هذه المرة شهيداً وسط دموع امتزجت بين أفراح وأحزان على فراقه، مبيناً أن الشهيد كان على موعد لإتمام مراسم زواجه بعد أشهر قليلة ليحقق أمنية والدته التي أرادت أن تفرح به، لكنه نال الشهادة. من جهته، أكد شيخ قرية العكرة بمنطقة جازان الشيخ محمد بن يحيى أسود عكور، أن الشهيد يعد الشهيد الثاني من قرية العكرة، والأول من أبناء قبيلة آل عكور، وقال «هذا فخر لكل من ينتمي إلى هذه الدولة المباركة؛ أن يموت شهيداً، وقد بذل الغالي والنفيس لحفظ الأمن وتحقيقاً لاستقرار الحدود وصد أي عدوان». أما خال الشهيد الرائد عبدالله شيبان العامري من منسوبي قوة جازان، فعبَّر عن فخره بابن أخته، حيث نال الشهادة وهو مدافعاً عن أرض الحرمين، وقال «اسأل الله أن يرزقني الشهادة كما رزق تركي». وتحدث قائد الشهيد، النقيب مسفر معيد القحطاني، عن مناقب الشهيد، مبيناً أنه كان يتصف بحب العمل، ومحباً للخير ومحافظاً على صلاته، ومطيعاً لرؤسائه، وصادق في تعامله. كما تحدث عدد من زملاء الشهيد، مؤكدين أنه نطق الشهادة بعد إصابته، وكان بشوشاً ومبتسماً، ودائماً ما يردد أن أمنيته هي الشهادة. يذكر أن الشهيد تركي عكور يسكن مع والده في قرية العكرة التابعة لمحافظة الطوال جنوب منطقة جازان، وله من الإخوة 13، منهم 8 ذكور، وخمس إناث ويأتي ترتيبه قبل الأخير.