شهدت أم القرى المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين، الذي عقد في فندق إنتركونتننتال مكة بأم الجود، وذلك تحت رعاية جامعة أم القرى، كان هذا في عام 1419ه، وكان أكثر المشاركين حضورا هم أعضاء الأندية الأدبية من الأدباء والمثقفين والأكاديميين، ولوحظ أن المؤتمر الأول للأدباء لم يصدر أي توصيات، حيث كان اهتمام اللجنة المنظمة وما حرص عليه الأدباء في مؤتمرهم الأول أن تكون الحصيلة الأهم فيه هو ما يخرج به من بحوث ودراسات تثري الحركة الأدبية، إلا أن المؤتمر أوصى الأدباء في جلستهم الأخيرة بإنشاء أندية أدبية على غرار الأندية الرياضية، لهذا ربما كان من ثمار المؤتمر الأول تنفيذ هذه التوصية في العام التالي. إلا أن قصة ولادة الأندية الأدبية تختلف تماما عن هذه الفرضية، حيث لم تتأسس الأندية الأدبية إلا خلال انعقاد المؤتمر الذي دعا إليه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد رحمه الله وكان الرئيس العام لرعاية الشباب، لإحياء سوق عكاظ عام 1395ه، فبادر الأدباء بتقديم طلباتهم لتأسيس الأندية الأدبية وكان الأسبق من الأدباء الأستاذين الكبيرين محمد حسن عواد وعزيز ضياء بالاستجابة لطلبهما بتأسيس نادي جدة كأول نادٍ أدبي في المملكة ومن بعده 5 أندية أخرى في مكةالمكرمة، الطائف، الرياض، المدينةالمنورة وجازان. وعندما عقد المؤتمر الثاني كانت الأندية الأدبية قد تجاوز عددها أكثر من 12 ناديا في مختلف مناطق المملكة، وقد مثل أعضاء هذه الأندية العدد الأكبر من المشاركين في جلسات المؤتمر الثاني ببحوثهم. كان من بين التوصيات التي خرج بها الأدباء من مؤتمرهم الثاني إنشاء مجمع للغة العربية والتوصية بترجمة ما كتب عن الجزيرة العربية والتراث الإسلامي من اللغات المختلفة إلى العربية، وإنشاء كراسي في الجامعات الأجنبية لدعم الدراسات حول الأدب السعودي، وإنشاء مركز معلومات متقدم عن الأدب السعودي، وكانت المفاجأة بالنسبة للتوصية التي أقرها المؤتمر، أن الطلب الذي تقدم به الأستاذ عبدالفتاح أبومدين باسم مجلس إدارة النادي بأن تسند لنادي جدة الأدبي مهمة تنظيم المؤتمر الثالث، وقد أوصوا أن يكون المؤتمر سنويا، وافق سمو الأمير فيصل بن فهد على هذه التوصية، ويشاء الله ألا تنفذ هذه التوصية حيث توفي الأمير فيصل رحمه الله في العام التالي للمؤتمر، وتأجل انعقاده 11 عاما. في المؤتمر الثاني كُرمت الأديبة السعودية لأول مرة من خلال اسمين، في الوقت الذي تجاهلها المؤتمر الثالث، الذي أقيم بعد عقدين من انعقاد أول مؤتمر، في عام 1430ه بمركزالملك فهد الثقافي بالرياض تحت عنوان عريض (الأدب قضايا وتيارات)، ولم يخرج المؤتمر بأكثر من تكرار التوصيات مضيفا لها وبقوة توصيات مهمة حول جائزة الدولة للأدب، وإنشاء صندوق للأدباء وهي من التوصيات التي صدرت موافقة المقام السامي على تفعيلها، ولم تنفذها الوزارة حتى الآن. في الوقت الذي ارتفعت فيه مطالب الأدباء والمثقفين، من خلال المؤتمر بقيت التوصيات هي المعضلة التي وجدنا أن هناك، ما يعطل أو يُصعب تنفيذها، حتى عقد الأدباء مؤتمرهم الرابع في المدينةالمنورة تحت عنوان (الأدب السعودي وتفاعلاته)، وتحقق للأدباء ونفذت فيما بعد أهم توصياته. نستكمل الحديث في المقال القادم.